الحمد لله.
أولا :
الوارد في قراءة سورة الحشر في صلاة الفجر ليس حديثا مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ورد مِن فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فقد روى عثمان بن أبي صفية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( أنه قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الحشر ، وسورة الجمعة ) .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (1/471) بسنده قال : حدثنا وكيع ، عن الحسن بن صالح ، عن أبيه ، عن عثمان بن أبي صفية به .
قلنا : وهذا إسناد لا يصح ، بسبب عثمان بن أبي صفية الراوي عن علي ، بحثنا في ترجمته فلم نجد من أهل العلم من يتكلم فيه بجرح ولا تعديل ، فيبقى الحكم على الحديث موقوفا حتى يتبين شأن هذا الراوي . انظر : " تهذيب التهذيب " (7/113)
ولكن مع ذلك نقول : على فرض صحة هذا الأثر ، فلا حرج على مَن قرأ بسورة الحشر في صلاة الفجر أحيانا ، كما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولكن بشرط عدم اعتقاد فضيلة خاصة لهذا الفعل ، وعدم إيهام أنه سنة خاصة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم المواظبه عليه .
وقد سبق التنبيه على ضعف حديث وارد في قراءة أواخر سورة الحشر في أذكار الصباح ، في جواب السؤال رقم (125029) فيمكنكم مراجعته .
ثانيا :
بعد البحث الشديد في كتب الحديث لم نقف على حديث صحيح يخصص سورة " الدخان " بفضل أو أجر أو عمل ، وكل ما ورد في ذلك فهو ضعيف منكر .
ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ )
رواه الترمذي (2889) وضعفه بقوله : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وهشام أبو المقدام يضعف ، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة ، هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له...- ثم نقل عن الدارقطني قوله -: هذا الحديث قد روي مرفوعا وموقوفا وليس فيها شيء يثبت " انتهى من " الموضوعات " (1/247)
وضعفه الشيخ الألباني في " ضعيف الترمذي "
ثالثا :
لم نقف ـ كذلك ـ على ما يدل على استحباب قراءة عشر آيات من سورة البقرة يوم الخميس.
وفي موقعنا العديد من الإجابات التي تدل على فضائل سور القرآن وآياته ، نقلنا فيها كثيرا من الأحاديث الصحيحة الواردة في تفضيل قراءة سور معينة أو آيات معينة في أزمنة أو ظروف خاصة ، يمكنكم مراجعتها في موقعنا في قسم : ( فضائل القرآن )
والله أعلم .
تعليق