الحمد لله.
أولاً : السنة دفن الأموات في المقابر العامة للاتباع...
قال ابن قدامة رحمه الله : "والدفن في مقابر المسلمين أعجب إلى أبي عبد الله [يعني : الإمام أحمد] من الدفن في البيوت ; لأنه أقل ضرراً على الأحياء من ورثته , وأشبه بمساكن الآخرة , وأكثر للدعاء له , والترحم عليه . ولم يزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون في الصحاري .
فإن قيل : فالنبي صلى الله عليه وسلم قبر في بيته , وقبر صاحباه معه؟
قلنا : قالت عائشة : (إنما فعل ذلك لئلا يتخذ قبره مسجداً) رواه البخاري .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفن أصحابه في البقيع , وفعله أولى من فعل غيره , وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك . ولأنه روي : (يدفن الأنبياء حيث يموتون) وصيانة لهم عن كثرة الطراق , وتمييزا له عن غيره " انتهى من "المغني" (2/193) .
لكن ... إذا لم يمكن دفن المسلم في المقبرة ، ولم يوجد مكان لدفنه إلا في بيته فلا حرج في ذلك .
قال النووي رحمه الله : " يجوز الدفن في البيت وفي المقبرة ، والمقبرة أفضل بالاتفاق.." انتهى من شرح المهذب (5/245) .
وعليكم أن تخاطبوا المسؤولين في بلادكم بتخصيص أرض
لدفن الموتى ، أو ينصح أهل الخير والإحسان بشراء أرض ووقفها لدفن الموتى ، أو يشترك
في شرائها الناس .
لأن كثرة دفن الموتى في البيوت سيؤدي إلى تضييق البيوت على ساكنيها ، وقد يؤدي إلى
امتهان القبور .
والله أعلم
تعليق