الحمد لله.
أولاً :
الإنترنت من الوسائل التي تُستعمل في الخير والشر ، والحلال والحرام ، فهو سلاحٌ ذو حدين ، حالُه حالُ أغلب وسائل التقنية والاتصالات الحديثة .
وبناء على هذا : فإن كانت أخواتك يستعملنه في الأشياء المباحة أو المواقع النافعة والمفيدة ، فلا يحق لك منعهن من استعماله ، وليس لك عليهن سلطان في هذا ، خاصةً مع وجود الوالدين أو أحدهما ، فكيف إذا أمرتك والدتك بذلك !!
ولا يعني هذا ترك الأمر دون رقابة
ومتابعة من الوالدين ، ولعل من النصائح في هذا : أن يوضع الجهاز في مكان ظاهر
ومكشوف من البيت ، كالصالة أو المجلس مثلاً .
ثانياً :
إن علمتَ أو غلب على ظنِّك أنهنَّ يستعملنه في الأشياء المحرمة ، كمشاهدة وتنزيل
الصور والأغاني والأفلام المحرمة ، والمشاركة في المحادثات الهابطة ونحوها ، ففي
هذه الحال ، يلزمك منعهن من استخدامه ، إنكاراً للمنكر ، وإعانة على الخير ، قال
تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا
يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) سورة التحريم/6
، وينبغي أن تطلع الوالدة حينئذ على ذلك ، فإن استمرت على السماح لهن ، فامنعهن أنت
؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
غير أنك لا تقدم على مخالفة أمر الوالدة بمجرد التوهم ، أو خشية الفتنة ، ما لم يكن
ثمَّة دلائل وقرائن تشير إلى ذلك .
ولا بد من التنبه إلى أن الاقتصار على أسلوب المنع والحجر ليس هو الطريق الأمثل في
مثل هذه الحالات ، بل يستعان على ذلك بالكلمة الطيبة ، والنصيحة ، والتوجيه
والإرشاد ، والموعظة الحسنة ، مع بيان المخاطر الموجودة في الانترنت ووجوب الحذر
منها .
والحاصل :
أنه يلزمك طاعة والدتك في أمرها لك بالسماح لهن بدخول الانترنت ، ما لم يكن في ذلك
ارتكاب محرم من القول أو الفعل ، ففي هذه الحال يحق لك منعهن منه ، ولا يلزمك طاعة
والدتك حينئذ.
والله أعلم
تعليق