الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

تسأل عن بعض الأخطاء في الصلاة

السؤال

أنا كنت تاركة للصلاة ، ولكنني تبت وعدت أصلي من جديد والحمد لله ، ولكن المشكلة الآن أنني أنسى وأخطئ كثيرا في صلاتي . سأذكر بعض الأخطاء ، وأخبروني إذا كانت صلاتي بها جائزة أو لا ؟ مثلا : لو قرأت سورة الفاتحة ، وبعدها قرأت كلمة أو حرفان أو ثلاثة من سورة ما بعد الفاتحة ، ولكنني قطعتها وقرأت سورة غيرها فهل هذا جائز ؟؟ وأيضا هل يجوز لي أن أصلي بنفس السورة في كل صلاة ؟؟ وأحيانا بعد الرفع من السجود قياما للركعة الثانية أجد نفسي أرفع يدي مع التكبير سهوا ، ولكنني أقطعها وأضع يدي على صدري مباشرة ، فهل تجوز صلاتي هكذا ؟ وفي بعض الأحيان عند الرفع من الركوع أرفع يدي أنسى وأجد نفسي سأرخيهما ولا أضعهماعلى صدري ، ولكن حين أتفطن لذلك أعيدهما إلى صدري لأصحح الخطأ فهل هذا جائز ؟؟ وهل يجوز سواء في الجلوس بين السجدتين أو للتشهد الأول أو الأخير الجلوس بنصب القدمين معا والجلوس عليهما ( أحيانا ألصقهما ببعضهما وأحيانا أفرقهما قليلا ، والأمر نفسه عندما أكون ساجدة ) . وأحيانا في القراءة أثناء الصلاة أنسى حرفا ما ، مثلا أقول" التحيات لله الصلوات الطيبات".. إن لاحظتم فأنا لم أقل " والصلوات والطيبات " ، وكذلك في الصلاة الإبراهيمية أقول أحيانا " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد " أحيانا أنسى عبارة منها فهل هذا جائز؟؟ وهل يجوز عندما أخطا في قراءة سورة ولكنني أعيدها بالشكل الصحيح ، وهذا ينطبق على كل ما أقرؤه أثناء الصلاة ، فهل هذا جائز ؟؟ وهل يجوز النظر الى غير موضع السجود بالتحديد..؟؟ أيضا بخصوص اللباس في الصلاة ، فأنا أرتدي ثوبا به أزرار ، مكشوف الرقبة ، وقليلا من الصدر ، وأرتدي فوقه خمار واسع يغطي صدري ورقبتي ، ولكن عند الركوع أو السجود يظهران إذا نظرت من الوراء والأسفل فهل هذا جائز ؟؟ وإذا كانت صلاتي خاطئة ، فهل هذا يعني أن صيامي باطل ؟؟ آسفة على الإطالة وجزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله.


أولاً : الأفضل إكمال السورة التي قد شرعت فيها فإن انتقلت إلى سورة أخرى قبل إكمال السورة الأولى فلا شيء عليك وصلاتك صحيحة .
ثانياً : رفع اليدين في الصلاة من سنن الصلاة فإن رفعت فهو السنة ، وليس خطأ كما ظننت ، وإن لم ترفعي فلا يؤثر على صلاتك وهكذا الضم بعد الرفع من الركوع وينظر جواب سؤال رقم (3267) وفيه مواطن رفع اليدين .
ثالثاً : أما عن هيئة الجلوس فينظر جواب سؤال رقم (103886) وينظر صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم (13340) .
رابعاً : الصلاة الإبراهيمية سنة ، فإن أسقطت حرفاً أو حرفين ، فلا شيء عليك وصلاتك صحيحة إن شاء الله تعالى .
خامساً : إن كان الخطأ في الفاتحة فلا بد من تصحيحه ؛ لأن الفاتحة ركن لا تصح الصلاة إلا به ، وإن كان الخطأ في غير قراءة الفاتحة ، فكذلك يجب تصحيحه ، لكنه لا يبطل الصلاة ، حتى ولو لم تصححي قراءتك وأنت في الصلاة ، وهكذا لا حرج عليك في الانتقال من سورة إلى أخرى ، وإن كان الأفضل إتمام السورة التي بدأت فيها ، ولا حرج عليك في تكرار سورة واحدة بعد الفاتحة في كل ركعة ، أو في كل صلاة ، إن كانت أسهل عليك ، أو كنت تحفظينها أكثر من غيرها .
سادساً : السنة في الصلاة أن ينظر المصلي إلى موضع السجود وانظري جواب السؤال رقم (25848) ، لكن يكره الالتفات في الصلاة ، وينظر تفصيل ذلك في جواب سؤال رقم (160647) .

سابعاً : إذا بطلت صلاتك بما يبطلها، فلا يلزم من ذلك بطلان صومك ، إذ إنه لا ارتباط بينهما .
ثامناً : يجب ستر العورة في الصلاة ، فإن صلت المرأة كاشفة لعورتها لم تصح صلاتها ، والمرأة كلها عورة في الصلاة ماعدا الوجه والكفين ، فيجب عليها تغطية جميع بدنها .
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم (135372) ورقم (126265) .

ثامنا : إذا كان من طبيعة الثوب الذي تلبسينه أنه كلما ركعت أو سجدت : انكشف شيء من بدنك ( الرقبة ، أو الصدر ، أو غير ذلك ) : لم تصح الصلاة فيه ، لما سبق من وجوب ستر العورة .
قال النووي رحمه الله : " ولو صلى في قميص واسع الجيب [ الجيب : يعني : فتحة الصدر ] ترى عورته من الأعلى ، في الركوع أو السجود وغيرهما من أحوال الصلاة : لم تصح صلاته وطريقه أن يزر جيبه ، أو يشد وسطه أو يستر موضع الجيب بشيء يلقيه على عاتقيه أو نحو ذلك.. " انتهى من " روضة الطالبين " (1/284) .
وأما إذا كان الانكشاف طارئا ، كأن يرتفع الثوب من غير قصد ، فيظهر شيء من العورة ، فالواجب على المصلي أن يبادر بستر ما انكشف من عورته ، متى شعر بانكشافه ، ولا تبطل صلاته بذلك ، ولا يلزمه أن يعيدها .
وينظر جواب السؤال رقم (135372) .

وأما عن الصلوات التي صليتها قبل ذلك ، وكان فيها شيء من الخطأ : فلا حرج عليك فيما مر منك وأنت جاهلة ، ولا يلزمك قضاء شيء منها ، وإنما عليك أن تجتهدي في التعلم ، وتحري الصواب من السنة ، من الآن ، لكن من غير أن تسترسلي وراء الوساوس والهواجس ، حتى لا يفسد الشيطان عليك عبادتك .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب