الحمد لله.
أولاً :
قال النووي رحمه الله : صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء .." انتهى من "شرح المهذب" (3/526) .
وقال الخطيب الشربيني رحمه الله : " وقد اتفقوا على سنيتها ، وعلى أنها المراد من قوله صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) رواه البخاري " انتهى . من "مغني المحتاج" (1/460) . وينظر في مشروعية أدائها في جماعة جواب سؤال رقم (21740) .
ثانياً: وأما كون عمر رضي الله عنه هو من جمع الناس عليها ، ولم يجمعهم أبو بكر رضي الله عنه، فقد أجاب عن هذا السؤال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه "الاعتصام" (1/194) حيث قال: " وإنما لم يقم ذلك أبو بكر رضي الله عنه لأحد أمرين:
1ــ إما لأنه رأى أن قيام الناس آخر الليل ، وما هم به عليه ، كان أفضل عنده من جمعهم على إمام أول الليل . ذكره الطرطوشي .
2ــ وإما لضيق زمانه رضي الله عنه عن النظر في هذه الفروع ، مع شغله بأهل الردة وغير ذلك مما هو أوكد من صلاة التراويح ، فلما تمهد الإسلام في زمن عمر رضي الله عنه ورأى الناس في المسجد أوزاعاً [ متفرقين ] ، كما جاء في الخبر ، قال : لو جمعت الناس على قارئ واحد لكان أمثل ، فلما تم له ذلك نبه على أن قيامهم آخر الليل أفضل ، ثم اتفق السلف على صحة ذلك وإقراره ، والأمة لا تجتمع على ضلالة ، وقد نص الأصوليون أن الإجماع لا يكون إلا عن دليل شرعي.." انتهى
والله أعلم
تعليق