الحمد لله.
إذا كان ثابتاً على أخي زوجك ما تصفينه به من أنه شاذ وأنه يعمل عمل قوم لوط : فلا يحل لزوجك أن يُدخله – والحال هذه – بيته فضلاً أن يمكِّنه من الالتقاء بأبنائه ، كما لا يحل له الطلب منكِ بإظهار الاحترام له ؛ إذ ليس هو من أهل الاحترام والتقدير ، بل هو أهل للزجر والهجر وإظهار البغضة لحاله ، والتأفف منه ، وعدم الاحترام له ، لما هو عليه من عظيم الشر والفسوق والعصيان ، وكبيرته التي يفعلها – إن كانت ثابتة عليه – هي من أقبح الكبائر وأكثرها شناعة ، ولذلك استحق فاعلوها أشد العذاب من الخسف والرجم والإغراق بما لم تعاقب به أمة من أمم الكفر قبلها أو بعدها .
وقد نقل ابن القيم – في " زاد المعاد " ( 5 / 40 ) - عن شيخه ابن تيمية – رحمهما الله - إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط ، وأنهم إنما اختلفوا في كيفية قتله .
وانظري – في عظم فاحشة اللواط وعقوبة فاعله – أجوبة الأسئلة ( 38622 ) و ( 2104 ) و ( 10050 ) .
ولذا فنحن نوافقك على موقفك من دخوله البيت ، ونوافقك أيضا على نوع المعاملة التي يستحقها ، فلا تترددي في منعه من دخول البيت أصلا ، والبقاء فيه من باب أولى ، والواجب على زوجكِ أن يتخذ القرار نفسه بل كان ينبغي أن يكون سابقاً لكِ في اتخاذه ، وقد حمَّله الشرع مسئولية العناية بأسرته ورعايتها والنصح لها ، وإذنه لأخيه الشاذ بدخول بيته والالتقاء بابنه والطلب من زوجته أن تُظهر له الاحترام : كل ذلك يضاد الواجب الذي أوجبه الله عليه في حماية أسرته والعناية بها ، وهو من الغش المحرَّم لرعيته التي ولاه الله تعالى مسئوليتها .
فإذا ما قدر أن هذا الشاذ قد
تاب توبة نصوحا ، قبل أن يدخل بيتكم ، أو يحل فيه ، وظهر لكم صحة هذه التوبة ،
واستقامة حاله ؛ فلا حرج ـ حينئذ ـ في أن يدخل البيت ، مع التزام الزوجة بعدم
الظهور عليه والاختلاط به ، والخلوة معه من باب أولى ؛ لأن هذه محرمات في الأصل حتى
لو كان تقيّاً ، فهو " الحمو " الذي حذَّرت منه الشريعة كما بينَّاه في أكثر من
جواب لخطورته وانتشار شرِّه وتساهل الناس به ، والواجب فيمن كانت هذه حاله ، أن يتم
التعامل معه ، حتى بعد توبته ، بمزيد احتياط ، وغلق لكل أبواب الفساد والفتنة .
وينظر أجوبة الأسئلة (
7650 ) و (
129302 ) و (
13261 ) و (
47764 ) .
ولينظر زوجك جواب السؤال رقم ( 147901 ) ففيه بيان ما يجب على الأخ من مسئولية تجاه
أخيه الشاذ .
والله أعلم
تعليق