الحمد لله.
الغش حرام ، سواء كان في البيع أو الشراء أو الامتحانات أو غير ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه مسلم (102) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الغش في الامتحانات محرم ، بل من كبائر الذنوب ، لا سيما وأن هذا الغش يترتب عليه أشياء في المستقبل : يترتب عليه الراتب ، والمَرْتبة ، وغير ذلك مما هو مقرونٌ بالنجاح "
انتهى باختصار.
"فتاوى نور على الدرب" (24/ 2)
ويراجع لمعرفة مفاسد الغش جواب السؤال رقم (95776) .
كما لا يجوز الغش طلبا لمرضاة الأب أو الأم ؛ لأنه لا يجوز طلب مرضاتهما بمعصية الله بأي حال ، لما رواه ابن حبان في صحيحه (276) عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2/271)
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" (209) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " الرضا أن لا ترضي الناس بسخط الله " .
ولا شك أن الوالدين لا يحبان أن ينشأ أبناؤهما على الغش ، ولا أن يحصلوا على النتائج المشرفة بالغش ، وإنما يريدان لهم النجاح والتوفيق بمجهودهم وعملهم .
ومن أراد الحصول على النجاح والدرجات العالية فعليه بالجد والاجتهاد والمذاكرة لا بالغش ، فإن الغش تمقته النفوس ، والغاش يكرهه الناس ، وهو خلاف الصدق والأمانة ، وحليف الكذب والخيانة ، فعلى العاقل تجنبه .
فإذا علم المسلم أن الغش في الامتحانات هذه صفته ، وتأسى بأهل الجد والمذاكرة ، عزفت نفسه عن هذه الخصلة المذمومة وتجنبها .
وأما سماح المعلمة للطالبة بإكمال إجابة الامتحان في بيتها فهو خيانة للأمانة التي هي مؤتمنة عليها ، ثم هي ظلم للآخرين الذين لم تتح لهم هذه الفرصة ، إن كانت الأنظمة تسمح بذلك ، وهو أمر غير موجود بالقطع ؛ ثم كان سببا في تيسير الغش لهذه الطالبة ، فتتحصل به على درجات ونتائج ومنزلة لا تستحقها .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الغش في الاختبارات الدراسية إذا كان المدرس على علم بذلك؟
فأجاب :
" الغش محرم في الاختبارات ، كما أنه محرم في المعاملات ، فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أي مادة ، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (6/ 397)
وينظر جواب السؤال رقم : (136774) .
والله تعالى أعلم
تعليق