الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

شاب يرى صعوبة بالغة في الحصول على عمل حلال !!

175999

تاريخ النشر : 21-07-2012

المشاهدات : 24290

السؤال


أنا شاب مسلم ولدت في دولة غربية ، وبفضل الله تعالى عرفت أكثر عن ديني في السنوات الماضية ، أنا أعلم أنه يجب على المسلم أن يعيش في دولة مسلمة ، ولكني في الوقت الحالي غير قادر أن أعيش في دولة مسلمة بسبب ظروف قاسية خارجة عن إرادتي ، و لكني أنوي أن أهاجر حينما يتيح لي الفرصة ، المشكلة تكمُن في أنني أحاول أن أحصل على وظيفة ، والمشكلة في ذالك أن الغالبية الكاسحة من الأعمال والوظائف في الغرب فيها شبه إن لم تكن حرام ، سأعطيكم بعض النماذج : 1) شركة تبيع الخضروات يحتاجون شخص ماهر في استخدام الكمبيوتر ويساعد آخرين في الشركة في مشاكلهم واستخدامهم للكمبيوتر، والشبهة في هذا أنه إذا أراد الشخص مني تركيب (install) أو إصلاح له المتصفح ويب (web browser) , هذا يحتمل (بل يغلب على الظن) أنه سوف يتصفح مواقع أو صفحات يوجد فيها مخالفات شرعية مثل الموسيقى , صور نساء متبرجات وأشياء أخرى . كذلك يمكن أن يطلب مني أن أصلح آلة الطابعة (printer) التي من الممكن أن تستخدم في مطبوعات تحتوي على مخالفات مثل الصور من ذوات الأرواح ، والنساء ، أو أشياء تحتوي على كفر. فأنا سأتحمل الوزر ولا أستطيع أن أمتنع عن مساعدتهم ، أيضًا هذه الشركة ربما تبيع هذه الخضروات إلى مطاعم تخلط هذه الخضروات مع خنزير أو خمر أو أشياء أخرى محرمة , فهل عليَّ وزر أو إثم إذا عملت في هذه الشركة ؟ وماذا أفعل؟ 2) التدريس نموذج آخر، فـعلى سبيل المثال إن أراد شخص أن يدرّس مادة دنيوية في أحد المدارس الغير إسلامية يصطدم بمخالفات كثيرة ، على سبيل المثال أن يسمح للطلاب أن يذهبوا إلى تجمعات التي تقوم بها المدرسة بمناسبة أعيادهم الشركية ، مثل الكريسمس وعيد الفصح ، و هذا لا خيار للمدرّس فيه ؛ لأن هو أمر من مدير المدرسة ويجب تنفيذه ، بل إضافة لذالك أنه يمكن أن يجب أحيانا أن تحضر هذه التجمعات ؛ لأنها في أثناء وقت الدراسة ، أيضاً, التفوه بـكلمات كفر أحيانا من قبل الطلاب ، وأنا لا أستطيع أن أفارقهم كل مرة , بل أني لا أقدر أن أنكر عليهم ، إضافتا لذالك أحيانا يمكن أن يفرض عليَّ أن أكون مشرف في الرحلات المدرسية. فماذا أفعل؟ أريد أن أنبه أن المدارس الإسلامية عندنا ليس لديها دعم كبير و من ثمة يصعب جدا أن أحصل على وظيفة فيها. 3) حتى إذا تقدم المرء على عمل في شركة تبيع العسل , فـالأصل فيها الحل ، ولكن هنا يغلب على الظن أنه سوف يستخدم هذا العسل في أشياء محرمة ، مثل أن يوضع هذا العسل في البيرة (beer) ، ويوضع على الخنزير (honey glazed ham)، وأشياء أخرة لا يجوز أن نأكلها أو نشربها الخ. فكلما أبحث عن عمل أو وظيفة تأتني هذه الشبهات أنني ربما أساعد أو أشارك في أشياء محرمة ، وهذه الشكوك ليست هراء لأن هؤلاء لا يراعون مسائل الحلال والحرام . فماذا أفعل؟ أخيراً كما ذكرت آنفا, أن كثيرا من الوظائف والأعمال هنا في الغرب التي تكون حلال في الأصل تتحول إلى حرام أو مشبوه ؛ لأن الناس ليس لديهم حلال أو حرام ويسيئون استخدام تقريبا كل شيء ، أنا لا أريد أن أكل رزقا حراما أو فيه شبهة .

وسؤالي :
ما هو الضابط الذي يجب أن التزمه في الحصول على العمل الحلال في ضوء ما ذكرت آنفا من الشبه والمشاكل ؟ . وأيضاً من المهم أن تلاحظوا أني لا استطيع كلما أجد مخالفة أن اترك العمل ؛ لأن هذا سيؤثر على سجلي الوظيفي ، ومن ثم سيصعب علي أن أحصل على وظيفة بعد ذالك ، و ربما لا أستطيع كلما وجت مخالفة أن أترك العمل.

الجواب

الحمد لله.


نبارك فيك حرصك في البحث عن الوظيفة المباحة ، وخشيتك من الوقوع في الحرام ، ونسأل الله أن يزيدك توفيقا وخشية .
واعلم أن الأمر أهون بكثير مما تظن ، وأن الله لم يضيق على عباده في هذا الأمر ، ولو أن كل إنسان فكَّر بهذه الطريقة التي تفكر بها ، فلن يبقى للناس عمل مباح ، لا في الشرق ، ولا في الغرب ؛ لأن الأعمال البشرية متكاملة ، كل واحد منها يكمل الآخر ، ولا شك أنه سيتخللها أعمال محرمة ، فلو امتنعنا عن كلِّ عملٍ لاحتمال أن يترتب عليه عملٌ آخر محرم ، فلن يسلم لنا عمل مباح خالص إلا القليل النادر .
فهل نقول لمن يبيع الجوالات وغيرها من أجهزة الاتصالات ، لا يحل لك بيعها ؛ لأن من الناس من قد يستخدمها في الحرام!! .
وهل نقول لأصحاب المتاجر : لا تبيعوا الملابس النسائية ، لأن بعض النساء تلبسها على وجه محرم ، بل هل نقول لمن يبيع الطعام ، إن بعض الناس يأكلونه بمال محرم ، أو يستعينون بأكله على المعصية ؟!

ومثل ذلك يقال عن العمل في صناعة المطابع ، والسيارات ، وأجهزة الحاسب ، وغيرها من الأعمال التي لا تخلو من استعمالٍ لها في الحرام .

فالشرع لم يكلف الناس بهذا ما دام أصل العمل مباحاً ، ومن استخدمه في الحرام فهو الذي يتحمل المسئولية عن عمله .

والذي ننصحك به أن تبحث عن عمل يليق بك من الأعمال المباحة ، وهي كثيرة بحمد الله ، وليس عليك إلا أن تجتنب نوعين من الأعمال :
الأول : الأعمال المحرمة بذاتها ، كالعمل في الخانات ، والمراقص ، والبنوك الربوية ، وبيع الخمور ، ولحم الخنزير ، وغيرها من المحرمات في الشريعة .

الثاني : الأعمال المعينة على الأعمال المحرمة ، شريطة أن تكون هذه الإعانة إعانةً مباشرة ، كتقديم الخمر لمن يشربها ، وكتابة عقود الربا ، والمساهمة في بناء كنيسة ، أو نحو ذلك ، من الأعمال التي تكون مقدمةً مباشرة لفعل الحرام .

أما إذا كان العمل قد يعين على شيء من المحرمات بشكل غير مباشر ، أو كان الأمر مجرد ظن واحتمال ، فإن كل هذا لا يجعل العمل حراماً ، خاصة إذا لم يكن الإنسان قاصداً للحرام في عمله ؛ وإلا فكل عمل يعمله الإنسان ، من الممكن أن يؤدي ، بطريقة غير مباشرة إلى إلإعانة على شيء محرم .

يسر الله أمرك ، ووسع رزقك من الطيبات ، وهداك إلى صراطه المستقيم .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب