الحمد لله.
سبق بيان أن التأمين الصحي نوع من أنواع التأمين التجاري ، وأنه لا يجوز التعامل به إلا إذا أجبر الإنسان عليه أو اضطر إليه أو احتاج إليه حاجة شديدة ؛ لما يشتمل عليه من الغرر والمقامرة . راجع جواب السؤال رقم : (170654).
وسبق في جواب السؤال رقم : (22373)
بيان أنه لا حرج في اقتناء القطط إلا أن يخشى من ضررها كأن تكون مريضة أو يخشى
نقلها للأمراض ونحو ذلك لعموم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا
ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ) رواه ابن ماجة (2340) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .
أما شدة العناية بتربية
القطط والاهتمام الزائد بها ، وإنفاق الأموال الكثيرة للعناية بها ، فهو من إضاعة
المال ، والانشغال بما لا منفعة فيه في دين ولا دنيا .
وأولى من هذا الحزن على القطة التي أصابها ما أصابها ، الحزن على ما يصيب المسلمين
وأبناء المسلمين في كل مكان ، وأولى من إضاعة هذه الأموال في الإنفاق على القطط
إنفاقها في الصدقات على المحتاجين من المسلمين .
وعلى كل حال : فليس فيما
ذكرت ضرورة ولا حاجة إلى الدخول في التأمين المحرم ؛ بل إننا نرى أن هذه العناية
الزائدة المكلفة هي من إضاعة المال ، كما سبق ، وحيث إن في وجودها- على الحال التي
ذكرت عنها- احتمال الضرر عليك وعلى أهل البيت ؛ فينبغي أن تتخلصي من هذه القطة .
ومن الممكن أن ترسليها إلى إحدى جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة في بلادكم ، وهم
يتولون شأنها .
فإن لم يكن ذلك متاحا ، فخلي سبيلها ، واتركيها في شارع ، أو مكان عام ، والله
يتولى أمرها بما يشاء سبحانه .
ويراجع جواب السؤال رقم :(7004) .
والله تعالى أعلم .
تعليق