الحمد لله.
بداية ، نود أن ننوه بخلقك الكريم تجاه زوجة ابنك رغم إساءتها وظلمها المستمر لك ، وكذا حرصك على أن يبقى شمل ابنك مجموعا، وبغضك لطلاقهما رغم كل المشاكل المفتعلة من طرف زوجته.
ونود أن يكون الكلام هنا في مقامين :
الأول :
أنه كان اللجوء إلى حل انفصال المعيشة بينكما : حلا مناسبا ، من أجل الحفاظ على أسرة قائمة من حيث الأصل ، والحفاظ على وضعية الطفل الصغير بينهما ، وليس في مثل هذا مجافاة لأصول الشرع ، ولا للأعراف المجتمعية ، ما دام الابن يعرف حق أمه عليه ، في البر ، والنفقة ، والصلة ، وسائر ما يلزمه تجاهها ، خاصة إذا كان المنزل قريبا ، يسهل عليه أمر الصلة والمودة ، وقضاء وقت مناسب مع والدته ، وأخته .
كان هذا حلا مناسبا ، لو كان الابن قد حاول أن يتعامل مع المشكلة بشيء من الواقعية ، والعقلانية ، لكن يبدو أن عاطفته تجاه أمه أكبر من مثل هذا النظر ، أو أن حجم المشكلات ، وصعوبة العيش بينهما ، أصعب مما يبدو من عرض والدته للمشكلة ، أو مما تعرفه هي ؛ فربما كان في الأمر ما بينهما ، ما يحول دون دوام العشرة ، ووصول العلاقة إلى مثل هذا الطريق المسدود .
الثاني :
أما وقد وصل الأمر إلى ما وصل إليه ؛ فليس من المناسب أن تظلي في تحميل نفسك ما لا تطيقينه ، والعيش في حالة من جلد الذات ، وتحميلها وزر غيرها ؛ فما دمت قد اتقيت الله في شأن زوجة ابنك ، ولم تسعي إلى ظلمها أو أذاها ، أو الإفساد بينها وبين زوجها ، لكن هي من جلبت ذلك بسوء تصرفها ؛ فلا عليك مما يكون بعد ذلك ، خاصة وقد حاولت إثناء ابنك عن قراره ، فأبى ، ومن يدري لعله أن يكون في مثل هذا الافتراق خير له ، ولها ؛ قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/130 .
على أننا نرجو أن تنبهي ولدك إلى أهمية مراعاة مستقبل ابنه ، وألا يتركه مع أمه ، فليحاول أن يضمه إلى حضانته ، قدر المستطاع ، ولو بالحيلة : أن يستدرجها معه إلى بلدكم ، حيث يمكنه أن يضم حضانة ابنه إليه ، أو أن يبحث عن مخرج قانوني لمثل ذلك .
وينظر جواب السؤال رقم : (141628) ، ورقم : (83778) .
نسأل الله أن يقر عينك بابنك ، وأن يختار له ما فيه خيره ، وأن يسعده ، ويسعدك به .
والله أعلم .
تعليق