الحمد لله.
إذا كان الأمر على ما ذكرت : من أن لك منها ولدا ، وتخشى عليه الضيعة إن طلقتها ، ولا يمكنك أخذه منها : فالذي ننصحك به هو الصبر عليها ، وتحملها ومداراتها ، وتذكيرها بالله ، والتخويف من معصيته ومن عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة ؛ وذلك لأن مفسدة تركها الحجاب ، أهون من مفسدة إضاعة الولد ، وتعريضه للفتنة في دينه ؛ والدين مبني على جلب المصالح ، ودفع المفاسد ؛ فإذا تعارض على المكلف مصلحتان : سعى في تحصيل أعلاهما ، ولو بتفويت أدناهما ؛ ولو تعارضت عليه مفسدتان ، ولم يمكنه تركهما بالكلية : ارتكب أخفها ، لتفويت أشدهما ، ودفعها عن دينه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا غلبت المفسدة على المصلحة، وجب ترك الشيء والبُعْد عنه، وإذا تساوت المصلحة والمفسدة أيضاً يُترك؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإذا غلبت المصلحة على المفسدة أُخِذ بالمصلحة " انتهى .
جلسات رمضانية (5/ 3) بترقيم الشاملة .
فإذا أمكنك أن تنتقل
بها إلى بلد آخر ، سواء كان إسلاميا ، أو غربيا ، تطيعك فيه ، وتلتزم بحجابها :
فافعل .
فإن لم يفلح شيء من ذلك معها ، فإن استطعت أن تظفر بالولد وتفر به من تلك البلاد ،
ففر به ، وطلقها .
وإن لم يمكنك شيء من ذلك ؛ فأمسكها ، واصبر عليها ، وعاودها بالنصح والتذكير
والتخويف بالله ، وحاول معها أن تلبس الأمثل فالأمثل من الثياب ، وأقربها إلى
الحجاب ، وأسترها لما يظهر من زينتها .
وإن كان هناك من تستطيع أن تستعين به في ذلك : فاستعن به ، وأكثر من الدعاء واللجوء
إلى الله والتضرع إليه ، وليكن ذلك دأبك ، عسى الله أن يهديها ويتوب عليها ويلهمها
رشدها ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )
الطلاق/2.
وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم (114872) .
تعليق