الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

فتاة منتقبة كل من يتقدم للزواج منها أناس يعملون في الهيئات التي تحكم بغير ما أنزل الله فترفضهم وأهلها يتخوفون أن يفوتها قطار الزواج

212115

تاريخ النشر : 18-05-2014

المشاهدات : 12867

السؤال


ما حكم الدين في الزواج من رجل يعمل في الادعاء العام الخاضع للقوانين الوضعية التي تحكم بغير ما أنزل الله ؟ فأنا فتاة منتقبة ، وكل من يتقدمون لي من هذه النوعية ، وأمي وأخي يخافون أن يفوتني قطار الزواج ، نظرا لرفضي هؤلاء الأشخاص من مبدأ عملهم ، وشكي في مصدر رواتبهم .

الجواب

الحمد لله.


ينبغي أن تحرص المرأة على اختيار الزوج المسلم الصالح المستقيم ، الذي يراقب الله تعالى فيها ، ويطعمها وأولادها من الحلال ، ويجنبهم الحرام .
إذا تقرر هذا فنقول : الزواج ممن يعمل في الهيئات القضائية التي لا تحكم بشرع الله كالنيابة والمحاكم لا يجوز , لأن الحكم بغير ما أنزل الله محادة لله ورسوله وهو كفر مخرج من الملة لقوله تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة/ 44, وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: (974) تفصيل الحكم الشرعي فيمن حكم بغير ما أنزل الله , وبينا في الفتوى رقم : (103412) أن العمل في النيابة العامة التي لا تلتزم شرع الله أمر محرم لا يجوز .

وعليه : فالنصيحة للأخت السائلة أن تلزم تقوى الله سبحانه ، وتمتنع عن الزواج ممن يعمل في هذه المؤسسات التي بني أمرها على محادة شرع الله ورسوله ، وتحكم بغير ما أنزل الله , فإن اقتصاره على الأحكام الإدارية التي لا تخالف شرع الله ، أو المسائل الشرعية التي يحكم فيها بالشرع : ليس في مقدوره دائما ، خاصة إذا كان في سلك النيابة ، وليس في القضاء .
وأقل تبعات مثل هذا الزواج : أن تبقي في قلق من عيشك دائما ، وربما يطول نزاعك مع زوجك حول طبيعة عمله ، وحال كسبه ، والسلامة لا يعدلها شيء .

وأما التخوف من فوات قطار الزواج إن هي رفضت الزواج ممن يعمل في هذا المجال : فهذا تخوف في غير محله ؛ لأن الأمور كلها بيد الله سبحانه , وهو الرزاق ذو القوة المتين , وقد وعد سبحانه عباده المتقين الحافظين لحدوده أن يرزقهم ويفرج عنهم ، فقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2، 3 .

فعليها أن تتوكل على الله سبحانه ، وتعلم أن ما قدر لها سيأتيها , وأن الزواج وما جعل الله فيه من المودة والرحمة والسكن : رزق من الله سبحانه ، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب