الحمد لله.
دعينا نصدقك يا أمة الله ، ونصارحك القول ، دعينا نقف معك على الواقع ، بعيدا عن الوهم ، أو الحلم ، أو الأماني !!
ألستِ ترين ، يا أمة الله ، أن أمرك عجب ، من العجب !!
لو كنت على يقين ، وقلت لنا : إن هذا الشاب الذي تلهثين خلفه ، وتتابعينه بإدمان ، يبادلك نفس الشعور ، ويقول لك ، ويعدك ، ويمنيك ؛ لكنا معك أمام مشكلة حقيقية ؛ كنت ستضعيننا ، ونحن ننصح لك ، في مأزق : كيف تقنعين أهلك بقبول ذلك الشاب ، الذي تعرفت عليه من شبكات التواصل ، وأنت من بيت يعلم للشرف والأصل قدره ، ويجعل الدين معياره وأساسه ؟!
أم كيف لنا أن نقنعك أنت بالتخلي عن ذلك الفتى ، وبينكما ، ما بينكما ؟!
أما وقد صدقتينا القول ، وقلت ـ أنت ـ : إنك لا تدرين أي شيء عن مشاعره تجاهك ، وفي أغلب الظن : أنه في غفلة تامة عنك ، وإلا لسعى هو إليك ، وأبدى لك مشاعره ، كما هي العادة ؛ فماذا تنتظرين منا ، يا أمة الله ، أن نقول لك ؟
هل تنتظرين من عاقل ، ناصح ، يخشى على أعراض المسلمات ، ويرعى بنات الناس : أن يقول للفتاة التي خطبها الأكفاء ، ذوو الحسب والنسب ، والديانة ، والرغبة الصادقة : دعي عنك هؤلاء الخاطبين ، وطاردي فتى أوهامك ، وسراب أحلامك ؟!
ثم اهربي معه من تلك الأسرة الشريفة ، التي هي أسرتك ، واكسري حواجز الدين والنسب ، والأصل والفصل ، والعقل والنقل ، وتمسكي ـ فقط ـ بحبال الوهم التي قيدت نفسك بها ، من خلال إدمان الشبكات ؟!
كوني أنت ـ معنا ـ يا أمة الله ، حاكمة على نفسك ، واشهدي على حالها معنا .
أما أنك : لا تتصورين ، ولا تتخيلين ، وسوف تشعرين فكله من تهاويل الشيطان ، وإجلابه عليك بخيله ورجله ، من أجل أن يعقد أمرك ، ويصور لك الخيار البعيد ، بل المستحيل ، على أنه الوحيد !!
إننا لا نتحدث ، ومن وجهة نظرنا ، عن خيارات متعددة ؛ بل لا يبدو لنا متاحا لك سوى خيار واحد ، هو الذي يسمح به نظر العقل الحكيم ، وأصول الشرع المقررة .
أنت في حاجة إلى أن تعالجي نفسك من هذا "الإدمان" ، كما أن مدمن الخمر : يحتاج إلى أن يعالج نفسه منها .
أنت تحتاجين إلى تفطمي نفسك عن المألوف ، إن كل المشكلة ـ أيتها السائلة ـ ليست أكثر من الخضوع لسلطان " العادة " ، لا يحتاج الأمر منك إلى أكثر من قوة العزيمة ، وصدق التوبة إلى الله عز وجل من اتباع ما تهوى الأنفس ، وتشتهيه !!
أغلقي عنك أبواب التعلق المرضي الفاسد ، ابتعدي عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ، بل نحن نحب لك أن تنقطعي عن شبكة الإنترنت بكاملها ، إذا أمكنك ذلك ، وما احتجت من خير فيها ، ولم يمكنك تعويضه ، فاجتهدي أن يكون مطالعتك له مع غيرك ، تأديبا لنفسك ، وقمعا لها عن تتبع خطوات الشيطان ، والانسياق خلف الهوى المردي لصاحبه .
سوف تجدين الأمر شاقا في أوله ، لكن هكذا : كل علاج ، يحتاج إلى صبر على مرارته ، فهي أهون من آلام المرض ، وفتن القلوب ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر !!
ثم تجدين الأمر بعدها ، كما وجده غيرك من الناس ، وسوف تعيشين حياتك الطبيعية ، كما عاش غيرك من الناس ، وقد كان لهم مثل مالك ، أو أكثر .
ثم أنت بعد بالخيار ، ما دمت لم تشعري بتعلق زائد بأحد الخاطبين ، واجعلي ذلك الأمر شورى بينك وبين أمك ، وأهلك وأسرتك ، واستخيري الله جل جلاله ، واسأليه من فضله ، أن يختار لك أحب الأمور إليه ، وأرشدها لك .
وللاستزادة ، ينظر جواب السؤال رقم : (121786) ، ورقم : (192851) ، ورقم : (82010) .
والله أعلم .
تعليق