الحمد لله.
دخول الجني بدن الإنسي ثابت بالكتاب والسنة واتفاق أهل السنة والجماعة كما بيناه في جواب السؤال رقم : (1819) .
وذهب جمع من أهل العلم إلى عدم إمكانية رؤية الجن على صورتهم الحقيقية ؛ لقوله تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف/27 .
ولكن رؤيتهم على غير صورتهم الحقيقية في صور مختلفة ممكن .
قال الحافظ ابن حجر رحمه
الله :
" وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ
الرَّبِيعِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَرَى الْجِنَّ
أَبْطَلْنَا شَهَادَتَهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا . انْتَهَى .
وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ يَدَّعِي رُؤْيَتَهُمْ عَلَى صُوَرِهِمُ الَّتِي
خُلِقُوا عَلَيْهَا ، وَأَمَّا مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ يَرَى شَيْئًا مِنْهُمْ ،
بَعْدَ أَنْ يَتَصوَّرَ عَلَى صُوَرٍ شَتَّى مِنَ الْحَيَوَانِ ، فَلَا يَقْدَحُ
فِيهِ، وَقَدْ تَوَارَدَتِ الْأَخْبَارُ بِتَصوُّرِهِمْ فِي الصُّوَرِ " انتهى من "
فتح الباري " (6/344) .
فيمكن للشخص أن يرى الجن على صور مختلفة يتشكلون فيها ، ويمكن أن يسمع أصواتهم ، ويمكن أن يدخل الجني بدن الإنسي ويتكلم بلسانه وصوته ، ويمكن أن يُسمعوه أصواتا خارجية ، ونحو ذلك ، كل هذا ونحوه ممكن ، وواقع أيضا .
ولكن كثيرا من الحالات تكون
حالات نفسية ، أو توهمات وخيالات ووساوس لا أصل لها ، وهو أيضا من عمل الشياطين .
والواجب على العاقل ألا يلتفت إلى ذلك ، ولا ينشغل به ، وليقبل على طاعة ربه وعبادته ، وليكثر من الذكر وتلاوة القرآن ، ولينته عن معصية الله تعالى ، وليتوكل على الله ، فإنه إن فعل ذلك ، صرف الله تعالى عنه ، بإذنه وكرمه ، كيد شياطين الإنس والجن ، قال سبحانه : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر/42 ، وقال تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) النحل/98-100 .
وانظر للفائدة إلى جواب
السؤال رقم : (240) لمعرفة الفرق بين حالتي
المس الشيطاني والسحر .
والله أعلم .
تعليق