الحمد لله.
أولا :
احتفال الشخص بيوم ميلاده محرم لا يجوز ، وذلك لسببين :
الأول : أنه بدعة محدثة ، وإحداث أعياد متكررة لا يجوز .
الثاني : أن فيه تشبها بالكفار ، إذ هو من عاداتهم ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم (1027) ، (26804) .
والحكمة من النهي عن التشبه بالكفار في ظاهر أعمالهم وعاداتهم ، هي : حفظ المسلم من أن يضل ، فقد يستدرجه الشيطان بتشبهه بهم ، إلى أن يعجب بسيرتهم وطريقتهم ، فيضل عن الحق كما ضلوا .
قال ابن القيِّم رحمه الله :
" وسرّ ذلك : أَنّ المشابهة في الهدي الظّاهر : ذريعة إلَى الموافقة في القصد والعمل " انتهى من " إعلام الموقعين " ( 5 / 13 – 14 ) .
فاحتفال المسلم بيوم ميلاده ليس كفرا ، ولا يحبط ثواب أعمال صاحبه ، ولكنه محرم لما سبق ذكره من الأسباب .
ثانيا :
أما تحرّجك من أصحابك ومعارفك ، وقبول التهنئة والهدية وشكر من فعل ذلك ، فإن ذلك سيفهم منه رضاك بالاحتفال بهذه المناسبة .
والذي ينبغي في مثل هذا هو بيان الحكم الشرعي للمهدي والمهنئ بالرفق واللين والأسلوب الحسن .
فإن خشيت فساد العلاقة بينك وبينهم بسبب ذلك ، فإنك تشكرينهم على اهتمامهم بك ، وتبينين لهم أنك ستقبلين الهدية لأجل الصداقة والمحبة التي بينكم ، وليس من أجل عيد الميلاد ، وتطلبين منهم أنهم لا يعودون لهذا مرة أخرى ، لأنك لا تحتفلين أصلا بهذه المناسبة ، وهي خاصة بك ، فكيف يحتفل بها الآخرون ؟!
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم (146449) .
والله أعلم .
تعليق