الحمد لله.
حكم عملك في هذه المؤسسة ينبني على موقف الإدارة من توقف العمل ، وعلى معرفة النشاط الخيري الذي تقوم به المؤسسة .
فإذا كانت الإدارة تعمل على تذليل العقبات التي تسببت في إيقاف العمل ، وترى أن من مصلحة المؤسسة الحفاظ على فريق العمل ، حتى يتم استئناف النشاط مرة أخرى ، فذلك اجتهاد مقبول ، لأن الحفاظ على فريق العمل فيه مصلحة فعلية للمؤسسة ، وإعفاؤهم من العمل ، ثم الإتيان بعد ذلك بموظفين جدد : سوف يؤثر على انتظام العمل وكفاءته ، وسوف يجعل الموظفين لا يرغبون في العمل في تلك المؤسسة ، لأنهم يخشون من عدم الاستقرار في العمل ، وفي هذه الحالة لا حرج عليك في الراتب الذي تتقاضاه .
أما إذا كانت الإدارة ليست حريصة على عودة العمل ، ولا تنهض بالأمانة التي وكلت إليها ، على الوجه الذي تبرأ به الذمة : فلا شك أن ذلك حرام عليهم ، لأن فيه خيانة للأمانة التي ائتمنوا عليها .
وأما بالنسبة لراتبك في هذه الحالة فلابد من معرفة نشاط المؤسسة الخيري ، ومقصد
المتبرعين لها ، فإن كانوا يقصدون العمل الخيري العام على تنوعه وشموله ، كمساعدة
المحتاجين والمرضى ... ونحوهم :
فإذا كنت في حاجة إلى هذا العمل لأنك لم تجد غيره ، كما ذكرت في سؤالك ، وكنت مضطرا
إلى راتبك : فلا بأس بالراتب الذي تتقاضاه ، إن شاء الله ، لأنه يمكن اعتباره نوعا
من المساعدة من المؤسسة لك ، وهو داخل في نشاط المؤسسة الخيري ، ومقاصد المتبرعين .
وأما إذا كان نشاط المؤسسة محددا ببعض الأنشطة كمساعدة اليتامى ، أو كبار السن ، ونحو ذلك ، ممن لا تدخل أنت فيهم ، فالنصيحة لك أن تبحث بحثا جادا عن عمل آخر ، وفي هذه الحالة نرجو أن لا يكون عليك حرج في أخذ الراتب حتى يتيسر لك عمل آخر ، لأنك في هذه الحالة كالمضطر إلى ذلك ، ولأنك بذلت نفسك ، وفرغت الوقت الذي تعاقدت مع المؤسسة عليه ، وننصحك بأن تجتهد في أن تشغل وقت العمل ، بأعمال خيرية مماثلة لنشاط المؤسسة المتوقف ، أو مقاربة له ، قدر الإمكان .
والله أعلم .
تعليق