الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

يسأل عن ترجمة كلمة (محمديم) في سفر نشيد الأنشاد في العهد القديم

246893

تاريخ النشر : 19-10-2016

المشاهدات : 80213

السؤال

أنا من الهند، ولدي شك حول آية/16 من الكتاب المقدس ، سفر نشيد الأنشاد، الإصحاح/5. في الكتاب المقدس باللغة العبرية تذكر كلمة "مُحَمديم". ولكن يقول صديٌق لي يعرف العبرية إنها ليست كلمة كاملة، يقول إنها مزيج من كلمتين عبريتين: "مَا + أَمَدْ" وكلمة "ما" هنا هي سؤال مذيل، بينما كلمة "أمد" هي جذر لكلمة. و"ما" تعني: ما مقدار، أو: كم (معا)، أو: ماذا. و "أمد" تعني: محبب. فهل هو سؤال فعلي ؟ إذ لا يستطيع أحد استخدام هذا السؤال الفعلي كاسم (ما مقدار الحب) على سبيل المثال (ما مقدار، ما، لماذا، متى كيف) لا يمكن استخدامها كأسماء. إذا سألك شخصٌ عن اسمك فهل تقول له: اسمي هو "ما مقدار الحب"؟ لا. ففي أي مكان بالعالم الأسماء فقط هي التي تستخدم كأسماء. والسبب الثاني هو أن سفر نشيد الأنشاد كُتِب عام 900 قبل الميلاد، ولكن محمد أتى في عام 600 بعد الميلاد. وقد يكون محمد قد نسخ هذا الاسم من سفر نشيد الأنشاد. لذا فهو يقول أن هذه الآية رقم/16 من الإصحاح/5 في سفر نشيد الأنشاد لا تتحدث عن النبي محمد. فأرجو أن تعطيني شرحًا مفصلاً، وأن تذكر ما إذا كنت تعرف العبرية .

الجواب

الحمد لله.

النص العبري المقصود في سفر "نشيد الأنشاد"، الإصحاح/5، الآية/16، جاء بالرسم الآتي: חִכּוֹ מַמְתַקִּים וְכֻלּוֹ מַחֲמַדִּים זֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי בְּנוֹת יְרוּשָׁלִָם׃
وينطق بالعبرية على هذا الوجه:
حِكّو مَمتَكِيم فِخُلّو مَحَمَدِيم زِا دودِي فِزِا ريعِي بِنوت يِروشالامِ.
ينظر الرابط الآتي للتوراة العبرية، ونشيد الأنشاد فيه هو ذاته بالانجليزية (song of solomon):
http://www.fourmilab.ch/etexts/www/hebrew/Bible/

وقد رجعنا إلى العديد من ترجمات العهد القديم، فلم نجد فيها أي دلالة على ترجمة ما ينطق بـ(محمديم) بأنه اسم علم بمعنى (محمد)
1. جاء في "الكتاب المقدس" مطبعة الأميركان في بيروت (سنة1899م) (ص677): "حَلْقُه حلاوة، وكله مشتهيات. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم"
2. وجاء في "الكتاب المقدس" دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط (ص845): "ريقه أعذب ما يكون، وهو شهي كله. هذا حبيبي، هذا رفيقي يا بنات أورشليم"
3. وجاء في "الكتاب المقدس" مطبعة المرسلين اليسوعيين في بيروت (1897م) (ص264)،: "حلقه أعذب ما يكون، بل هو بجملته شهي. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم". وفي (ص1388) من الطبعة الثالثة للترجمة اليسوعية (سنة1989م): "حلقه كله عذوبة، بل هو شهي بجملته. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم"
4. جاء في "الكتاب المقدس - ترجمة العالم الجديد" (2004م) (ص1050): "فمه هو الحلاوة بعينها. كله شهي. هذا حبيبي، وهذا رفيقي يا بنات أورشليم".
 

كما رجعنا إلى بعض الخبراء المعتمدين في اللغة العبرية، فأكدوا صحة هذه الترجمة، وأن (محمديم) ليست "اسم علم" على أحد، بل هي بمعنى الجمال والاشتهاء، وأنها قد وردت في الكثير من المواضع في أسفار العهد القديم بهذا المعنى أيضا.
فضلا عن أن السياق هنا لا يحتمل إقحام اسم علم بمعنى (محمد) فيه، وسفر نشيد الأنشاد كله غزل بين رجل وامرأة، مع أوصاف شهوانية فجة، السياق فيها بعيد كل البعد عن قصد نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي الترجمة الانجليزية لهذه الكلمة (محمديم) ذكروا في معناها الكلمات الآتية - لا تجد فيها ما يقترب من معنى العلمية كأحمد أو محمد-:
Delight، desire، charm، loveliness
ينظر: http://goo.gl/c75ZzI

ومع ذلك ..
فالبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب الأولى أمر ثابت يقينا، كما قال الله عز وجل: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) الأعراف/ 157.
وإثبات ذلك لا يحتاج إلى تكلف تأويل بعض الكلمات بما يخالف معاني اللغة العبرية ، وبما يخالف السياق الذي وردت فيه ، وقد كتب العلماء في ذلك مصنفات خاصة ، جمعوا البشارات الواردة في العهد القديم ، والعهد الجديد ، بل وفي غيرها من كتب الأديان الأخرى. يمكنك مراجعة كتاب:
1. "البشارة بنبي الإسلام في التوارة والإنجيل"، للدكتور أحمد حجازي السقا.
2. "دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند" للدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي.
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب