الحمد لله.
النص العبري المقصود في سفر "نشيد الأنشاد"، الإصحاح/5، الآية/16، جاء بالرسم الآتي: חִכּוֹ מַמְתַקִּים וְכֻלּוֹ מַחֲמַדִּים זֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי בְּנוֹת יְרוּשָׁלִָם׃
وينطق بالعبرية على هذا الوجه:
حِكّو مَمتَكِيم فِخُلّو مَحَمَدِيم زِا دودِي فِزِا ريعِي بِنوت يِروشالامِ.
ينظر الرابط الآتي للتوراة العبرية، ونشيد الأنشاد فيه هو ذاته بالانجليزية (song of solomon):
http://www.fourmilab.ch/etexts/www/hebrew/Bible/
وقد رجعنا إلى العديد من ترجمات العهد القديم، فلم نجد فيها أي دلالة على ترجمة ما ينطق بـ(محمديم) بأنه اسم علم بمعنى (محمد)
1. جاء في "الكتاب المقدس" مطبعة الأميركان في بيروت (سنة1899م) (ص677): "حَلْقُه حلاوة، وكله مشتهيات. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم"
2. وجاء في "الكتاب المقدس" دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط (ص845): "ريقه أعذب ما يكون، وهو شهي كله. هذا حبيبي، هذا رفيقي يا بنات أورشليم"
3. وجاء في "الكتاب المقدس" مطبعة المرسلين اليسوعيين في بيروت (1897م) (ص264)،: "حلقه أعذب ما يكون، بل هو بجملته شهي. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم". وفي (ص1388) من الطبعة الثالثة للترجمة اليسوعية (سنة1989م): "حلقه كله عذوبة، بل هو شهي بجملته. هذا حبيبي، وهذا خليلي يا بنات أورشليم"
4. جاء في "الكتاب المقدس - ترجمة العالم الجديد" (2004م) (ص1050): "فمه هو الحلاوة بعينها. كله شهي. هذا حبيبي، وهذا رفيقي يا بنات أورشليم".
كما رجعنا إلى بعض الخبراء المعتمدين في اللغة العبرية، فأكدوا صحة هذه الترجمة، وأن (محمديم) ليست "اسم علم" على أحد، بل هي بمعنى الجمال والاشتهاء، وأنها قد وردت في الكثير من المواضع في أسفار العهد القديم بهذا المعنى أيضا.
فضلا عن أن السياق هنا لا يحتمل إقحام اسم علم بمعنى (محمد) فيه، وسفر نشيد الأنشاد كله غزل بين رجل وامرأة، مع أوصاف شهوانية فجة، السياق فيها بعيد كل البعد عن قصد نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الترجمة الانجليزية لهذه الكلمة (محمديم) ذكروا في معناها الكلمات الآتية - لا تجد فيها ما يقترب من معنى العلمية كأحمد أو محمد-:
Delight، desire، charm، loveliness
ينظر: http://goo.gl/c75ZzI
ومع ذلك ..
فالبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب الأولى أمر ثابت يقينا، كما قال الله عز وجل: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) الأعراف/ 157.
وإثبات ذلك لا يحتاج إلى تكلف تأويل بعض الكلمات بما يخالف معاني اللغة العبرية ، وبما يخالف السياق الذي وردت فيه ، وقد كتب العلماء في ذلك مصنفات خاصة ، جمعوا البشارات الواردة في العهد القديم ، والعهد الجديد ، بل وفي غيرها من كتب الأديان الأخرى. يمكنك مراجعة كتاب:
1. "البشارة بنبي الإسلام في التوارة والإنجيل"، للدكتور أحمد حجازي السقا.
2. "دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند" للدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي.
والله أعلم.
تعليق