الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

هل "رضوان" اسم خازن الجنة ؟

السؤال

هل اسم خازن الجنة رضوان؟ سمعت فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه- الله- قال: "اشتهرت الآثار أن رضوان اسم خازن الجنة لكني لا أعلم في هذا حديثا صحيحًا". فهل كلامه يعني إثبات الاسم؟

ملخص الجواب

والخلاصة : أن هذا الاسم لم يثبت في الأحاديث الصحيحة ، لكن توارد العلماء على إطلاقه ، والتسامح بذكره ، والأمر فيه سهل ، إن شاء الله . 

الجواب

الحمد لله.

اشتهر عند العلماء أن خازن الجنة من الملائكة اسمه " رضوان " ، إلا أن هذه التسمية لم ترد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية الصحيحة ، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار الضعيفة .

قال ابن القيم رحمه الله : "قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة (رضوان) ، وهو اسم مشتق من الرضا ، وسمى خازن النار مالكا ، وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه" انتهى من "حادي الأرواح" (1/76) .

وقال المناوي : "سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا ، لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده ... وظاهره أن الخازن واحد ، وهو غير مراد ، بدليل خبر أبي هريرة : ( من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنة ، كل خزنة باب : هلم ) . فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة ، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم ، وعظيم الرسل ، إنما يتلقاه عظيم الحفظة" انتهى من "فيض القدير" (1/50) .

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عن الملائكة :

"وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْجِنَانِ ، وَإِعْدَادِ الْكَرَامَةِ لِأَهْلِهَا ، وَتَهْيِئَةِ الضِّيَافَةِ لِسَاكِنِيهَا ، مِنْ مَلَابِسَ وَمَصَاغٍ وَمَسَاكِنَ وَمَآكِلَ وَمَشَارِبَ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ . وَخَازِنُ الْجَنَّةِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ (رِضْوَانُ) ، جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ " انتهى من "البداية والنهاية" (1/53) .

والثابت في الأحاديث الصحيحة لقبه (الخازن) ، لا اسمه ، فقد ثبت في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم (197) .

لكن ورود هذا الاسم في بعض الأحاديث الضعيفة ، مع شهرته عند أهل العلم ، يجعل الأمر في إطلاقه واسعا محتملا ، إن شاء الله .

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (28/353) :

" هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه ؟

الجواب : المشهور عند العلماء : أن اسم خازن الجنة رضوان ، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر . والله أعلم " انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين :

" وأما "رضوان" فموكل بالجنة ، واسمه هذا ليس ثابتا ثبوتا واضحا كثبوت مالك [يعني: خازن النار] لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم " انتهى من "مجموع فتاوى العثيمين" (3/119) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب