الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

قول البعض: لا تخرج حتى تقول سبحان الله أو إذا لم تقل كذا فأنت تحب الشيطان

السؤال

ما نصيحتكم لمن ينشر على مواقع التواصل صورة نبات على شكل كلمة (الله) أو خروف مكتوب فيه (محمد) ويقول لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله أو يضع صورة رعب ويكتب اللي يحب الشيطان يطنش واللي ما يحبه يكتب الله أكبر ومثل هذه المنشورات

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا يجوز إلزام أحد بالتعليق على منشور في الفيسبوك أو الإعجاب به، وهذا من الاستعمال السيء لهذه الوسيلة التي يمكن الإفادة منها في نشر العلم والخير، كما نبهنا عليه في جواب السؤال رقم : (101317)

وإرهاب الناس ، وجعل من لم يعلق على المنشور محبا للشيطان، عمل منكر، وافتراء على الناس، وقول على الله بلا علم، وإيجاب لما لم يوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا شيء يلزم الإنسان أن يقول سبحان الله إذا رأى ما يعجبه، أو أن يقول : الله أكبر ، إذا رأى ما لا يعجبه.

وقد ذم الله تعالى من يتقول عليه بلا علم فقال: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 .

ولهذا : فالمسلك الصحيح مع من يفعل ذلك : هو نصحه أولا، فإن استجاب ، وإلا فينبغي عدم الالتفات لما ينشره من هذا القبيل، أو إلغاء صداقته زجرا له.

ثانيا:

لا ينبغي الاغترار بما ينشر من صور النباتات ، أو الحيوانات التي يُزعم أنه مكتوب عليها اسم الله أو اسم نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن كثيرا منها لا حقيقة له، وإنما يفعله بعض الحاقدين للسخرية من تصديق المسلمين له، أو بعض من يريد نشر الخير، بالكذب، كحال من كان يضع الأحاديث المكذوبة ليرغب الناس في الخير بزعمه.

فلابد من اتباع المنهج الشرعي في التعامل مع  الأخبار، فلا يصدق إلا ما نقله الثقات، ولا يُنقل ، ولا يُشاع في الناس ، إلا ما تأكد الناقل من صدقه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) رواه مسلم برقم (5).

قال النووي رحمه الله في شرحه للحديث : " وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث وَالْآثَار الَّتِي فِي الْبَاب : فَفِيهَا الزَّجْر عَنْ التَّحْدِيث بِكُلِّ مَا سَمِعَ الْإِنْسَان ، فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب , فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، فَقَدْ كَذَبَ ، لِإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " انتهى من "شرح مسلم للنووي" .

وإذا ثبت شيء من ذلك بالخبر الصادق، كان من جملة الآيات التي يُذَكِّر الله بها عباده، كما قال: ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) فصلت/53.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (107775).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب