الحمد لله.
لا أصل لما ذكرت ، من أن الآية التي تقع عليها العين عند فتح المصحف تعتبر رسالة من الله، ولا يشرع أخذ الفأل من المصحف، وقد ذكر أهل العلم أنه شبيه بفعل أهل الجاهلية ، واستقسامهم بالأزلام.
ومثله ما ذكرت من وضع الآيات في صندوق واختيار آية كل صباح، وما أغنى المسلمين عن العبث والتشبه بأهل الجاهلية!
قال القرافي رحمه الله : " وأما الفأل الحرام ، فقد قال الطرطوشي في تعليقه : إن أخذ الفأل من المصحف ، وضرب الرمل ، والقرعة ، والضرب بالشعير : وجميع هذا النوع حرام ; لأنه من باب الاستقسام بالأزلام .
والأزلام أعواد كانت في الجاهلية ، مكتوب على أحدها: (افعل) وعلى الآخر: (لا تفعل) وعلى الآخر: (غُفْل) فيخرج أحدها , فإن وجد عليه : افعل ، أقدم على حاجته التي يقصدها ، أو : لا تفعل ، أعرض عنها ، واعتقد أنها ذميمة , أو خرج المكتوب عليه: غفل ، أعاد الضرب .
فهو يطلب قسمه من الغيب بتلك الأعواد ، فهو استقسام أي طلب القَسْم : الجيّد يتبعه , والرديء يتركه .
وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره : إنما يعتقد هذا المقصد ، إن خرج جيدا اتبعه ، أو رديئا اجتنبه ، فهو عين الاستقسام بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم ." انتهى من "الفروق" (4/ 240).
وانظري: جواب السؤال رقم (145596).
وقال في مطالب أولي النهى (1/ 159): "(واستفتاح الفأل فيه) أي المصحف (فعله) أبو عبيد الله (ابن بطة) - بفتح الباء - (ولم يره) الشيخ تقي الدين ولا (غيره) من أئمتنا.
ونقل عن ابن العربي أنه يحرم، وحكاه القرافي عن الطرطوشي المالكي، وظاهر مذهب الشافعي الكراهة" انتهى.
والانتفاع بالقرآن : إنما يكون بتلاوته، وتدبره ، والعمل بما فيه كله .
والله أعلم.
تعليق