الجمعة 7 جمادى الأولى 1446 - 8 نوفمبر 2024
العربية

هل يكلم الله من في القبور ؟

261658

تاريخ النشر : 30-01-2017

المشاهدات : 19496

السؤال

هل الله يكلم من في القبور ويسمعون صوتة من وراء حجاب ؟

الجواب

الحمد لله.

ثبت في الحديث عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ، أنه قال: ( لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا.

قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟

قَالَ: قلت : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ. قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ) الآية. ) .

رواه الترمذي (3010)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".

وروى مسلم في صحيحه (1887)عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ؟

قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ( أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا ) .

فدلت هذه النصوص على أن الله تعالى يكلم أرواح الشهداء ، وهي تسرح في الجنة .

ودل حديث جابر ، أن لأبيه : عبد الله بن حرام ، خصوصية زائدة على مجرد ذلك ، فقد أحياه رب العالمين ، وكلمه كفاحا ، ولم يثبت ذلك لأحد ، سوى والد جابر بن عبد الله رضي الله عنه .

وأما تكليم الله تعالى لسائر العباد ، في قبورهم ، فهو ، وإن كان ممكنا في نفسه ؛ إلا  أنه لم يرد في شيء من النصوص إثبات ذلك .

وأحوال البرزخ والقبر من علم الغيب الذي لا يقال فيه بشيء إلا بنص من الوحي .

فلهذا نثبت تكليم الله لمن نص الوحي على تكليم الله له ، كالشهداء، وعلى الوجه الذي جاء به النص؛ لا نتعداه ؛ فلا نثبته في غير ما جاء به النص ، ولا نثبته على نحو ، لم يرد به النص الشرعي .

وما سوى ذلك ، فالواجب التوقف عن القول فيه ، أو القطع فيه بشيء .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب