الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

خبر موضوع في قصة المعراج.

283437

تاريخ النشر : 25-06-2018

المشاهدات : 54157

السؤال

هل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه ، فنودي : ( لماذا تخلع نعليك ؟ ) ، فقال : (إلهي خشيت عاقبة الطرد ، ومرارة الرد ، وأن يقال لي كما قيل لأخي موسى ، فنودي يا محمد إن كان موسى أراد فأنت المراد ، وإن كان موسى أحب فأنت المحبوب ، وإن كان موسى طلب فأنت المطلوب ، وأنت القريب ، وأنت الحبيب ، فسلني ما تحب فإني سميع مجيب)، فقال الرسول الكريم : إلهي لا أسالك آمنة التي ولدتني ، ولا حليمة التي أرضعتني ، ولا فاطمة ابنتي ، وإنما أسالك أمتي فقيل له : يانبي الرحمة ، ما أشفقك على هذه الأمة ، أمتك خلق ضعيف ، وأنا رب لطيف ، وأنت نبي شريف ، ولا يضيع الضعيف ، بين اللطيف والشريف ، فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك شطرين ، أنت تقول : أمتي أمتي ، وأنا أقول رحمتي رحمتي) ؟

ملخص الجواب

هذا حديث كذب لا أصل له .

الجواب

الحمد لله.

هذا خبر لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمنا ، ولم نر أحدا من أهل العلم ذكره ولو بدون إسناد في قصة المعراج ، فتبين أنه خبر مصنوع ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه ، ومن الكذب على الله تعالى .

قال الشيخ عبد الحي اللكنوي رحمه الله :

" ذِكْرُ بَعْضِ الْقِصَصِ الْمَشْهُورَةِ:

وَلْنَذْكُرُ هَهُنَا بَعْضَ الْقِصَصِ الَّتِي أَكْثَرَ وُعَاظُ زَمَانِنَا ذِكْرَهَا فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ وَظَنُّوهَا أُمُورًا ثَابِتَةً مَعَ كَوْنِهَا مُخْتَلِقَةً مَوْضُوعَةً.

فَمِنْهَا؛ مَا يَذْكُرُونَ من أَن النَّبِي لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ إِلَى السَّمَوَات العلى وَوَصَلَ إِلَى الْعَرْشِ الْمُعَلَّى أَرَادَ خَلْعَ نَعْلَيْهِ أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى حِينَ كَلَّمَهُ: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوى) فَنُودِيَ مِنَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى: يَا مُحَمَّدُ! لَا تَخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَإِنَّ الْعَرْشَ يَتَشَرَّفُ بِقُدُومِكَ مُتَنَعِّلا وَيَفْتَخِرُ عَلَى غَيْرِهِ مُتَبَرِّكًا، فَصَعِدَ النَّبِيُّ إِلَى الْعَرْشِ وَفِي قَدَمَيْهِ النَّعْلانِ وَحَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عِزٌّ وَشَأْنٌ.

وَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَدَائِحِ الشِّعْرِيَّةِ ،وَأَدْرَجَهَا بَعْضُهُمْ فِي تَأْلِيفِ السَّنِيَّةِ وَأَكْثَرُ وُعَاظِ زَمَانِنَا يَذْكُرُونَهَا مُطَوَّلَةً وَمُخْتَصَرَةً فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ.

وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ الْمُقْرِي الْمَالِكِيُّ فِي كَتَابِهِ فَتْحِ الْمُتْعَالِ فِي مَدْحِ خَيْرِ النِّعَالِ، وَالْعَلامَةُ رَضِيُّ الدِّينِ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْزُرْقَانِيُّ فِي شَرْحِ الْمَوَاهِبِ اللَّدُنِّيَّةِ، عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة مَوْضُوعة بِتَمَامِهَا قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهَا وَلَمْ يَثْبُتْ فِي رِوَايَةٍ مِنْ رِوَايَاتِ الْمِعْرَاج النَّبَوِيّ مَعَ كَثْرَة طرقها أَن النَّبِي كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ مُتَنَعِّلا، وَلا ثَبَتَ أَنَّهُ رقِيَ عَلَى الْعَرْشِ " .

انتهى من "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 37) .

وقد جاء في موقع "الدرر السنية" في الحكم على هذا الحديث:

" لم نجده بهذا اللفظ، ويُغني عنه حديث الشفاعة في الصَّحيحين " انتهى .

https://dorar.net/fake-hadith/86

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب