الحمد لله.
لم نقف على شيء من هذه التطبيقات .
لكن ، على وجه العموم ، فالذي نجزم به : أن الغيب لا يعلمه إلا الله، فلا يمكن لأحد أن يعلم أن فلانا يحفظ سرك، أو يخلص لك، أو يجلب لك المرح، إلا إذا لازمه واطلع على حاله مدة، أو كان هذا عبر إخبارك بمواقف عنه تنبئ عن ذلك، ومع هذا يبقى الأمر في دائرة الظن.
فلو قلت مثلا: إن هذا الصديق أُسرّ حين أراه، وأتألم حين أفقده .
فهذا يعني : أنه يجلب لك السعادة !
ولو قلت : إن فلانا يتألم لألمي ، ويقف معي في الشدائد ، ويعينني في النوائب ، ولا يقصر في نصحي وإرشادي .
لقيل لك: إنه مخلص لك، من حيث الظاهر، والله أعلم بالسرائر.
لكن كما ترى، هذا نوع من العبث وتحصيل الحاصل، أو الرجم بالغيب والتكهن.
وعلى ذلك ؛ فلا يخلو حال هذه التطبيقات من أمرين:
الأول: أن تكون هذه التطبيقات تخبرك عن صفة صديقك بناء على المعطيات التي تذكرها، وهذا يستطيعه كل أحد، ولكن يبقى أن هذا حكم من حيث الظاهر، وقد لا يكون الأمر على حقيقته، فكم من مخادع ، ظهر بمظهر الصديق الأمين ، والعكس كذلك أيضا .
وكم ممن أحسن إلى صاحبه دهره كله ، وأكرم عشرته ، ثم آخذه صاحبه ، بذنب واحد ، أو خطأ ألم به ، فلم يذكر له سواه ، وآخذه به ، ونسي ما أحسن إليه ، وأسلف من المكرمات .
والثاني: أن تكون هذه التطبيقات لا تعتمد على معطيات تذكرها، وإنما تكتفي بذكر اسم الصديق، أو وقت ميلاده، أو صورته، أو صورة بروفايله، لتخبرك عن صفاته = فهذا كله من الكهانة ، وادعاء الغيب، ولا يجوز التعامل مع هذه التطبيقات، ولا تصديقها؛ لحديث صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم ( 2230).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا ، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) رواه الترمذي ( 135 ) ، وأبو داود ( 3904 ) وابن ماجه ( 639 ) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
وقد سبق في جواب السؤال رقم : (121011) بيان الفرق بين تحليل الشخصية المعتمد على أسس علمية، والآخر الذي هو نوع من الكهانة، فليراجع.
والله أعلم.
تعليق