الحمد لله.
أولا :
حديث النفس في الصلاة ، بما ليس من شأن الصلاة ينقص أجرها ، لإخلاله بالخشوع المشروع فيها ؛ ولكن لا يبطلها بالكلية ، قال ابن عثيمين رحمه الله :
" ذهول القلب وغفلته ، والوسوسة ، وحديث النفس : لا يبطل الصلاة ، لكنه ينقصها نقصانا كبيرا ، حتى ينصرف من صلاته وما كتب له إلا نصفها أو ربعها أو عشرها .
وقد شكا الصحابة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأمرهم إذا أحسوا بذلك أن يتفلوا عن يسارهم ثلاث مرات، ويستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم .
قال الرجل الذي روى ذلك ، وقد أصيب به: ففعلت ذلك فأذهب الله عني ما أجد .
فدواء هذه الوساوس: أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاث مرات، ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك أزال الله هذا عنه " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (8/ 2) بترقيم الشاملة .
وينظر السؤال رقم : (34570)، (132081) .
ثانيا :
ما ذكر في السؤال من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما : من صلى منكم دون أن يفكر في صلاته سأعطيه عباءتي ، فصلى عليّ ، فلما سلم سأله النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال إنه تفكر في صلاته: أي عباءتي النبي سيعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هذه القصة : لم نجد لها أصلا، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكرها ، فلا يعول عليها ، ولا يشتغل بها ، لأنها من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ، وهذا من كبائر الذنوب .
وعلى المسلم أن يحرص على الخشوع في صلاته ، ويتفكر فيها ، ولا ينشغل بخارج عنها ، ويتدبر ما يتلو من القرآن ، ويذكر الموت ، ويحرص على أداء الصلاة بسننها وواجباتها ، ولا يلتفت في صلاته ، وإذا نابه شيء من وساوس الشيطان فإنه يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ويتفل عن يساره ثلاثا .
والله تعالى أعلم .
تعليق