الحمد لله.
المطلوب من المصلي أن يخشع في صلاته ، ويقبل عليها ، لأن الله تعالى قال : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون/1 ، 2 ، فالإقبال على الصلاة والخشوع فيها من أهم المهمات وهو روحها ، فينبغي العناية بالخشوع والطمأنينة في الصلاة ؛ في سجوده ، في ركوعه ، بين السجدتين ، بعد الركوع حينما يعتدل ويخشع ويطمئن ، ولا يعجل .
وإذا أخل بالخشوع على وجه يكون معه النقر في الصلاة وعدم الطمأنينة تبطل الصلاة .
أما إذا كان يطمئن فيها ، ولكن قد تعتريه بعض الهواجس وبعض النسيان هذا لا يبطل الصلاة ، لكن ليس له من صلاته إلا ما عقل منها وما خشع فيه وأقبل عليه يكون له ثواب ذلك ، وما فرط فيه يفوته ثوابه ، فينبغي للعبد أن يُقبل على الصلاة ويطمئن فيها ويخشع فيها لله عز وجل حتى يكمل ثوابه ، ولكن لا تبطل إلا إذا أخل بالطمأنينة مثل إذا ركع ركوعاً ليس فيه طمأنينة فيعجل ولا تخشع الأعضاء ، والواجب أن يطمئن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، وحتى يتمكن من قول: سبحان ربي العظيم في الركوع ومن قول : سبحان ربي الأعلى في السجود ، وحتى يتمكن من قول : ربنا ولك الحمد ، إلى آخره بعد الرفع من الركوع ، وحتى يتمكن بين السجدتين أن يقول : رب اغفر لي ، هذا لابد منه .
ولما رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً لم يطمئن في صلاته ، بل كان ينقرها ، أمر الرجل أن يعيد وقال : (صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) ، والطمأنينة من أهم الخشوع ، وهي خشوع واجب في الصلاة ، في الركوع ، في السجود ، بين السجدتين ، وحال الاعتدال من الركوع ، هذا يقال له : طمأنينة ، وتسمى خشوعاً أيضاً ، لا بد من هذه الطمأنينة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، إذا ركع اطمأن حتى ترجع العظام إلى محلها ، وكل فقار إلى مكانه ، وإذا رفع اطمأن وهو واقف بعد الركوع ، وإذا سجد يطمئن ويهدأ ولا يعجل حتى يعود كل فقار إلى مكانه" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/774) .
تعليق