الحمد لله.
أولا:
قد يقع حب امرأة في قلب إنسان دون سعي محرم منه، فلا يؤاخذ على ذلك.
وأما إن كان بسعي محرم ، كالنظر والاستماع ونحو ذلك، فالواجب أن يتوب إلى الله تعالى .
ثم إن استطاع الزواج منها : فليفعل .
فإن لم يستطع فليصرف تفكيره عنها، فلا أضر على الإنسان من التعلق بامرأة لا يقدر على الزواج منها.
فإن تزوجت المرأة غيره، فقبيح جدا أن يبقى معلقا بها، أو يؤمل أن تكون زوجته في الجنة؛ لما في ذلك من حسد زوجها، وتمني حصول الفرقة بينهما في الدنيا، أو تمني دخوله النار في الآخرة، والحسد ذنب عظيم وهو أول ذنب عُصي الله به.
والأصل أن المرأة تكون في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع" (2704) وفي "السلسلة الصحيحة" (1281) .
فإذا لم يكن لها إلا زوج واحد، ودخلا الجنة فإنها تكون معه ، إن شاء الله .
ونحن لا نقول لك: اشتغل بما يدخلك الجنة ، فحسب ، بل نقول: اتق الله ، ولا تحسد أخاك ، ولا تتطلع إلى زوجته ، ولا تنظر إلى ما في يده ، فإن هذا من قبيح الأخلاق ورديء الخصال ؛ كيف وفي الدنيا ملايين النساء!
انشغل بما ينفعك ، وأقبل على شأنك ، وتزوج من ينسيك حبها ذلك الحب ، وسل الله الجنة والنجاة من النار .
ثم العجب ، كل العجب منك حين تقول : إذا لم يكن حافز ... ؟
أوليس في جنة عرضها السموات والأرض ، حافز لك لطلبها ، والعمل لها ؟
أوليس في جنة ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ؛ حافز لك ، يكفيك لتعمل ؟
فهب أنه ليس فها ذلك ، فليكن حافزك إلى الجنة: رؤية الرب الرحيم الكريم، ورؤية الأنبياء والصديقين، والتمتع باللذات والمكرمات، والنجاة من العذاب والسعير.
وأما أن يكون الحافز إلى الجنة الظفر بامرأة ! فما أضعف همتك ، وأقل ما تطلب من النعيم ، وتجعله حافزك لجنة الخلد ، يا عبد الله !!
وإنا لنرجو أن تكون زلة قلم منك، فالمؤمن أعظم همة ورغبة في المعالي من ذلك بكثير.
نسأل الله أن يشرح صدرك وييسر أمرك ويقيك شر نفسك.
والله أعلم.
تعليق