الحمد لله.
أولًا :
الروم في عرف العرب القديم هم نصارى أوروبا الذين كان في يدهم حكمها وملكها .ثم من لحق بهم من الترك .
قال ياقوت الحموي رحمه الله تعالى :
" الروم : جيل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم فيقال بلاد الروم ، واختلفوا في أصل نسبهم ... وعندي أنّهم إنّما سمّوا بني الأصفر لشقرتهم ، لأن الشقرة إذا أفرطت صارت صفرة صافية ...
وأمّا حدود الروم فمشارقهم وشمالهم الترك والخزر ورسّ ، وهم الروس ، وجنوبهم الشام والإسكندرية ، ومغاربهم البحر والأندلس " انتهى من " معجم البلدان " (3 / 97 – 98).
والروم وإن كانوا في أصلهم جنسا معينا ، إلا أنه غلب إطلاق هذا الاسم عليهم وعلى من خالطهم واتبعهم من غيرهم من نصارى أوروبا .
قال الشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى :
" والروم : اسم غلب في كلام العرب على أمة مختلطة من اليونان والصقالبة ، ومن الرومانيين الذين أصلهم من اللاطينيين ، سكان بلاد إيطاليا نزحوا إلى أطراف شرق أوروبا.
تقومت هذه الأمة المسماة الروم على هذا المزيج ، فجاءت منها مملكة تحتل قطعة من أوروبا، وقطعة من آسيا الصغرى وهي بلاد الأناضول .
وقد أطلق العرب على مجموع هذه الأمة اسم الروم ، تفرقة بينهم وبين الرومان اللاطينيين ... وكانت بيزنطة من جملة مملكة إسكندر المقدوني. وبعد موته واقتسام قواده المملكة من بعده ، صارت بيزنطة دولة مستقلة ، وانضوت تحت سلطة رومة ، فحكمها قياصرة الرومان إلى أن صار قسطنطين قيصرا لرومة ، وانفرد بالسلطة في حدود سنة 322 مسيحية ، وجمع شتات المملكة فجعل للمملكة عاصمتين ، عاصمة غربية هي رومة ، وعاصمة شرقية اختطها مدينة عظيمة على بقايا مدينة بيزنطة ، وسماها قسطنطينية ... " انتهى من " التحرير والتنوير " (21 / 42 - 43) .
ثانيًا :
" أنشأ قسطنطين مدينة روما الجديدة عام 324م في بيزنطة القديمة باليونان ، على نفس تصميم روما القديمة، وأنشأ بها كنيسة كبيرة (أياصوفيا) ورسم لهم بطريركًا مساويًا لبطاركة الإسكندرية وأنطاكية في المرتبة ، على أن الإمبراطور هو الرئيس الأعلى للكنيسة.
وعُرفت فيما بعد بالقسطنطينية، ولذلك أطلق عليها بلاد الروم، وعلى كنيستها كنيسة الروم الشرقية ، أو كنيسة الروم الأرثوذكس " ، انتهى من"الموسوعة الميسرة" (2/ 570).
وهذه " الكنيسة الأرثوذكسية ، أو كنيسة القسطنطينية، والمعروفة باسم كنيسة الروم الأرثوذكس أو الكنيسة الشرقية، تخالف الكنيسة المصرية في طبيعة المسيح ، بينما توافق الكنيسة الكاثوليكية الغربية بأن للمسيح طبيعتين ، ومشيئتين، ويجمعها مع الكنيسة المصرية الإيمان بانبثاق الروح القدس عن الأب وحده، وتضم كنائس أورشليم واليونان وروسيا وأوروبا الشرقية " انتهى من "الموسوعة الميسرة" (2/ 583).
والله أعلم.
تعليق