الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

معنى قول عائشة : ( فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ )

306989

تاريخ النشر : 06-10-2020

المشاهدات : 3478

السؤال

ما معنى (فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ )، في حديث رقم (903) بصحيح مسلم ؟

الجواب

الحمد لله.

 أخرج الإمام مسلم في صحيحه (903) :

عَنْ يَحْيَى ، عَنْ عَمْرَةَ ، " أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ : أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ ؟

قَالَتْ عَمْرَةُ : فَقَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  عَائِذًا بِاللهِ  .

ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا ، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَرْكَبِهِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ . 

قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ، ثُمَّ رَفَعَ ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ، وَهُوَ دُونَ ذَلِكَ الرُّكُوعِ ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ :  إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ .

قَالَتْ عَمْرَةُ : فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ ، تَقُولُ : فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ".

قال الشيخ العلامة محمد أمين الهرري، رحمه الله، في "الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم" (11/ 53) :

" قالت عائشة رضي الله عنها : ( فخرجت في نسوة ) أي : مع نسوة .

( بين ظهري الحجر ) أي : بين الحجرات .

و" ظهري " بفتح الظاء والراء وكسر الياء : تثنية ظَهْر . أصله ظهرين للحجر ، حذفت النون واللام للإضافة ، وهو مقحم بين المضاف والمضاف إليه . أي : مع نسوة بين حجرنا . 

و " الحجر " : بضم الحاء المهملة وفتح الجيم تعني : بيوت الأزواج الطاهرات .

وفي بعض الهوامش : فكلمة ظهري مقحمة ، وهي تثنية : ظهر . ويقال : بين ظهراني بالألف والنون المزيدتين . يقال : هو نازل بين ظهرانيهم ، بفتح النون ، وبين ظهريهم ، بالتثنية ، وبين أظهرهم ، بالجمع ؛ كلها بمعنى : بينهم .

وفائدة إدخاله في الكلام : أن إقامته بينهم على سبيل الاستظهار بهم ، والاستناد إليهم ، وكأن المعنى : أن ظهرًا منهم قدامه ، وظهرًا وراءه ، هذا أصله كما في المصباح " انتهى.

وقال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله:

"قوله: (بين ظهراني الحجر) ، أي: في ظهري الحجر، الألف والنون زائدتان. ويقال: الكلمة كلها زائدة.

والحجر، بضم الحاء المهملة وفتح الجيم: جمع حجرة ، والمراد بها بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

ومما يستنبط منه:

أنه يدل على أن عذاب القبر حق. وأهل السنة مجمعون على الإيمان به والتصديق، ولا ينكره إلا مبتدع.

وأن من لا علم له بذلك: لا يأثم.

وأن من سمع بذلك : وجب عليه أن يسأله أهل العلم ، ليعلم صحته.

وفيه: ما يدل على أن حال عذاب القبر عظيم، فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت بالتعوذ منه." انتهى، من "عمدة القاري" (7/79).

وينظر للفائدة الفتوى رقم : (228904).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب