الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

أهم المصنفات الحديثية

316305

تاريخ النشر : 01-12-2019

المشاهدات : 30656

السؤال

ما هي الكتب الثلاثة والعشرون في الحديث؟

الجواب

الحمد لله.

كتب الحديث كثيرة ومتنوعة، وهي تفوق العدد ثلاثة وعشرين بأضعاف كثيرة.

ولم نقف عند أهل العلم على تخصيص ثلاثة وعشرين كتابا معيّنا بالذكر والاعتناء.

لكن إذا رغبنا في الاعتناء بذكر أهم المصنفات الحديثية التي يُرجع إليها، لمعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

فتتقدم هذه المجموعة، الكتب الستة: وهي صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

" أقام الله تعالى لحفظ السنَّة أقوامًا ميَّزوا ما دخل فيها من الكذب والوهم والغلط، وضبطوا ذلك غاية الضبط، وحفظوه أشد الحفظ.

ثم صنَّف العلماءُ التصانيف في ذلك، وانتشرت الكتبُ المؤلفة في الحديث وعلومه، وصار اعتماد الناس في الحديث الصحيح عَلَى كتابي الإمامين أبي عبد الله البُخاري، وأبي الحسين مُسلم بن الحجاج القُشيري -رضي الله عنهما.

واعتمادُهم بعد كتابيهما، عَلَى بقيّة الكُتب الستة، خصوصًا سُنن أبي داود وجامع أبي عيسى – أي الترمذي - وكتاب النسائي، ثم كتاب ابن ماجه " انتهى من "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب" (2 / 622).

وراجع جواب السؤال رقم : (21523) للوقوف على نبذة تعريفية عن هذه الكتب.

ويتبعها: موطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، وسنن الدارمي.

وأهل العلم يضمون هذه الكتب إلى الكتب الستة السابقة الذكر، ويسمون هذا المجموع "الكتب التسعة".

وقد سبق في الموقع تعريف بـ "موطأ الإمام مالك" في جواب السؤال رقم: (81160).

وأما "سنن الدارمي" فهي لأبي محمد الدارمي المتوفى سنة 255 هجرية.

قال الصنعاني رحمه الله تعالى:

" قال الذهبي في حق الدرامي: هو الإمام الحافظ شمس الإسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن، صاحب المسند العالي.

ثم قال: وله "المسند" و"التفسير" وكتاب "الجامع".

وأثنى عليه، وسمى كتابه مسندا، كما سماه ابن الصلاح، وكأنه سماه مؤلفه بـ "المسند"، وإن لم يكن على ترتيب المسانيد.

قال الحافظ ابن حجر: اشتهر تسميته بـ "المسند"، كما سمي البخاري كتابه بـ "المسند الصحيح"، وإن كان مرتبا على الأبواب؛ لكون أحاديثه مسندة، إلا أن "مسند الدارمي" كثير الأحاديث المرسلة والمعضلة والمنقطعة والمقطوعة.

قال: وهو ليس دون السنن في المرتبة، بل لو ضُمَّ إلى الخمسة لكان أولى من ابن ماجه، فإنه أمثل منه بكثير " انتهى من "توضيح الأفكار" (2 / 67).

وأما "مسند الإمام أحمد" فهو للإمام أحمد بن حنبل المتوفي سنة 241 هجرية.

والكتب السابقة، إن كان مصنفوها قد رتبوها على الأبواب الفقهية والعلمية، فالكتب المسانيد:

" جمع "مسند" وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة، صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفا، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولا، أو على القبائل، أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم؛ كمسند الأربعة أو العشرة، أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد؛ كمسند المقلّين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك والمسانيد كثيرة جدا، منها:

"مسند أحمد"، وهو أعلاها، وهو المراد عند الإطلاق، وإذا أريد غيره قيّد " انتهى من "الرسالة المستطرفة" (ص 60 - 61).

وقد رتب الإمام أحمد "المسند" على طريقة مركّبة؛ ورد في مقدمة تحقيق "المسند – طبعة الرسالة" (1 / 51):

" ويظهر أن الإِمام أحمد قد توخَّى ترتيبَ الصحابة في مسنده حسب اعتبارات عدة، منها الأفضلية، والسابقة في الإِسلام، والشرافة النسبية، وكثرة الرواية، إذ بدأ مسندَه بمسانيد الخلفاء الأربعة، ثم مسانيد بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم مسندِ أهل البيت، ثم مسانيد المكثرين من الرواية كالعبادلة الأربعة: ابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عمرو، ثم مسند المكيِّين، ثم مسند المدنيين، ثم مسند الشاميين، ثم مسند الكوفيين، ثم مسند البصريين، ثم مسند الأنصار، ثم مسند النساء " انتهى.

وهو من كتب الحديث العظام والتي تغلب عليها الصحة، قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وكذلك يوجد في "مسند الإمام أحمد" من الأسانيد والمتون شيء كثير، مما يوازي كثيرا من أحاديث "مسلم"، بل و"البخاري" أيضا، وليست عندهما، ولا عند أحدهما، بل ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الأربعة؛ وهم: "أبو داود"، و"الترمذي"، و"النسائي"، و"ابن ماجه" " انتهى من"اختصار علوم الحديث" (1 / 109).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وأما الإمام أحمد، فقد صنف أبو موسى المديني جزءا كبيرا، ذكر فيه أدلة كثيرة تقتضي أن أحمد انتقى مسنده، وأنه كله صحيح عنده ، وأن ما أخرجه فيه عن الضعفاء إنما هو في المتابعات، وإن كان أبو موسى قد ينازَع في بعض ذلك، لكنه لا يشك منصف أن مسنده أنقى أحاديثَ وأتقن رجالا من غيره. وهذا يدل على أنه انتخبه " انتهى من "النكت على كتاب ابن الصلاح" (1 / 447).

وتلي هذه المجموعة: كتب كثيرة من أشهرها:

"صحيح ابن حبان" وراجع للفائدة جواب السؤال رقم: (285989).

و"صحيح ابن خزيمة". وقد سبق بيان نبذة عنه في جواب السؤال رقم: (144152).

و"المسند" لأبي داود الطيالسي المتوفى سنة 204 هجرية.

و"المسند" لأبي بكر بن أبي شيبة المتوفى سنة 235 هجرية.

و"البحر الزخار" وهو مسند أبي بكر البزار المتوفى سنة 292 هجرية.

و"السنن الكبرى" للنسائي.

و"المسند" لأبي يعلى الموصلي المتوفى سنة 307 هجرية.

و"المنتقى" لابن الجارود المتوفى سنة 307 هجرية.

و ""شرح معاني الآثار" لأبي جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321 هجرية.

و"المعجم الكبير" و " المعجم الأوسط " و " المعجم الصغير " لأبي القاسم الطبراني المتوفى سنة 360 هجرية.

و" المستدرك على الصحيحين" لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 هجرية.

و"السنن الكبير" للبيهقي المتوفى سنة 458 هجرية.

ويوجد غير هذه المصنفات كثير؛ فلمزيد التعرف على كتب علم الحديث في جميع أنواعه ومواضيعه؛ يستحسن مطالعة كتاب "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة" لمحمد بن جعفر الكتاني.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب