الحمد لله.
أولًا : المقصود بتناسخ الأرواح
معنى "تناسخ الأرواح" ؛ أن الإنسان إذا مات يفنى منه الجسد ، وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر ، بحسب ما قدَّم من عمل في حياته الأولى ، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.
انظر: "الموسوعة الميسرة في الأديان" (2/ 728).
ثانيًا : القول بتناسخ الأرواح قول كفري
والقول بتناسخ الأرواح قول كفري ، وقد تحدثنا عنه في الجواب رقم : (14379) ، فلينظر .
يقول القاضي عياض: "وكذلك نقطع على كفر من قال بتناسخ الأرواح وانتقالها أبد الآباد في الأشخاص ، وتعذيبها أو تنعيمها فيها ، بحسب ذكائها وخبثها " ، انتهى من"الشفا" (2/ 1067-1077) باختصار .
وقال "الدردير المالكي": "ويكفر إذا قال بتناسخ الأرواح ، أي : إن من قال بأنّ من يموت تنتقل روحه إلى مثله ، أو لأعلى منه إن كانت في مطيع ، أو لأدنى منه ، أو مثله إن كانت في عاصٍ فهو كافر ؛ لأن فيه إنكار البعث"، انتهى ، "الشرح الصغير" (6/ 147- 148)، و"حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" (4/ 269).
وقد سئلت اللجنة الدائمة : " لقد قال لنا أستاذ الفلسفة: أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر فهل هذا صحيح، وإن كان صحيحا فكيف أن الروح هي التي تعذب وتحاسب وإن انتقلت فيحاسب الإنسان الآخر؟" .
فأجابت:
" ما ذكره لكم أستاذ الفلسفة ، من أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر ليس بصحيح، والأصل في ذلك قوله تعالى: سورة الأعراف الآية 172 وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ .
وجاء تفسير هذه الآية فيما رواه مالك في موطئه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية: سورة الأعراف الآية 172 وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون ) . الحديث.
قال ابن عبد البر: معنى هذا الحديث، قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من وجوه ثابتة كثيرة من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم.
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على ذلك ، وذكروا: أن القول بانتقال الروح من جسم إلى آخر هو قول أهل التناسخ ، وهم من أكفر الناس، وقولهم هذا من أبطل الباطل." انتهى من "فتاوى اللجنة" (2/435) .
ثالثًا : العلماء الذين تحدثوا عن تناسخ الأرواح
وممن تحدث عن "تناسخ الأرواح" من العلماء :
"الفصل في الملل والأهواء والنحل"، لابن حزم : (1/ 76) ، وما بعدها .
"أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام"، الدكتور عبد القادر بن محمد عطا صوفي: (69).
وتحدث عنها "ابن القيم" في كتابيه "الروح" (304)، و"طريق الهجرتين" (249 - 250).
وينظر للفائدة: "الروحية الحديثة" للدكتور محمد محمد حسين، رحمه الله.
تعليق