الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

حكم قول : ( أنا مُمْتَنٌّ لفلان ) ، والتعليق على دورات الامتنان

330031

تاريخ النشر : 15-12-2020

المشاهدات : 42838

السؤال

ما حكم قول أنا ممتن للشيء الفلاني؟

الجواب

الحمد لله.

أولا: 

لا حرج في قول المرء : " أنا ممتن لفلان " ؛ لأن معناها : " أنا شاكر له " .

ففي "معجم اللغة العربية المعاصرة" (3/ 2129) : 

" ممتن " من : امتنَّ ، يمتن ، امتنانًا ، فهو مُمْتَنّ ، والمفعول مُمتنّ عليه .

وامتنَّ له : شكره " أنا ممتنٌّ لك - لك منِّي كلّ العرفان والامتنان : لك منِّي العرفان والشكر " .

فالامتنان لشيء : الاعتراف بالجميل ، يقال : " بكلّ امتنان أقدِّم لك جزيل شكري - عبّر عن امتنانه لصديقه : شكره .

وامتنَّ عليه بمال : أنعم عليه به من غير تعب ، جاد به عليه " امتنَّ عليه بجائزة كبيرة ".

امتنَّ عليه بما قدَّم له : آذاه بمنّه ، وذكّره بنعمته عليه وأخذ يعدّدها له حتَّى كدَّرها وأفسدها " امتنّ عليه بالخدمات التي أسداها إليه - امتنّ عليه بالمساعدات العلميّة التي قدّمها له " انتهى بتصرف يسير.

ثانيًا:

انتشر في الآونة الأخيرة كلام كثير في المواقع الإلكترونية وفي البرامج غيرها ؛ عن أهمية الامتنان ، وأن الامتنان طريق إلى الحياة السعيدة ، وأن الإنسان من الممكن أن يحصل به على الطاقة الإيجابية  والحيوية والنجاح وغير ذلك .

واهتمت بعض المواقع والبرامج بهذا الأمر اهتمامًا كبيرا ؛ حتى إنهم أعدوا برامج ودورات للامتنان وكيفية ممارسته ، وجعلوا له تمارين خاصة ، ومن ذلك :

أن تكتب في ورقة 10 أشياء أنت ممتن لها حقًا !!.... وأشياء أخرى كثيرة .

وهذا كله لا أصل له ، وتناول الموضوع بهذه الطريقة فيه من المبالغة ما فيه ، فضلاً عما فيه من الخداع والوهم ، ويُخشى أن يكون مدخلاً للدجل والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل.

وشُكْر المرء لمن صنع له معروفًا قد يكون بهدية أو مكافأة أو مساعدة في عمل أو دعاء .

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من قال لمن صنع له معروفًا " جزاكم الله خيرا " فقد أبلغ في الثناء ، كما جاء عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ  أخرجه الترمذي (2035) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ جَيِّدٌ غَرِيبٌ. وصححه الألباني .

قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (5/ 2012) : " ( فقد أبلغ في الثناء ) أي : بالغ في أداء شكره " انتهى.

والحاصل : أن شكر الناس لا يكون بالتخيل ؛ وإنما يكون بالفعل والقول . 

وقد بينا كيفية شكر العبد لله تعالى في جواب السؤال رقم : (125984).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب