الحمد لله.
روى الإمام مسلم في "مقدمة الصحيح" (7) عن أَبي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ .
وينظر جواب السؤال رقم (340489) في الحكم على درجة الحديث
والظاهر من لفظ الحديث أنه متعلق بالكذب في دين الله تعالى وبالكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في وصف هذه الأحاديث أنها لم تنقل عمن قبلنا من المسلمين بل أحدثت وابتدعت، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ .
ووصف أثر هذه الأحاديث المكذوبة بالضلال؛ لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ ، ولا يكون هذا إلا فيما تعلق بكذب في الشرع، وليس مطلق الكذب.
قال الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي:
" (يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لم تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ) أي بالأحاديث المختلقة التي لم تُنقل من مصدر صحيح. والمعنى أنهم يقولون، ويروون أشياء ليست مما يعرفه المسلمون، فيما لم يزل سلفا عن خلف، مع أن الله تعالى أكمل دينه، ووعد بحفظه، ونشره، ولم يترك سبيلا إلى ضياع شيء منه، فأين كانت هذه الغرائب من القرون الأول؟! أفاده بعضهم " انتهى من " قرة عين المحتاج " (2 / 10).
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير:
" والغالب في الحديث الذي لم يسمع من قبل، ويكتم إلى آخر الزمان أنه لا أصل له.
(فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ) لا تسمعوا إليهم؛ لأن الذي يأتي بجديد لا يعرفه المتقدمون؛ فإنّه في الغالب أتى به من كيسه؛ لأنّ الدين والعلم قديمان منذ زمن النبوة؛ ولذا يحكم أهل العلم على الحديث الذي لا يوجد في دواوين الإسلام بأنه موضوع أو ليس له أصل؛ لأن هذا دليل على أن من حدث به اخترعه، أو سمعه ممن اخترعه واختلقه " انتهى من"شرح مقدمة صحيح مسلم" (ص 112).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (22878).
والله أعلم.
تعليق