الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

هل يصح خبر فيه؛ أنه قبل ظهور المهدي يموت ثلثا سكان الأرض؟

343472

تاريخ النشر : 17-01-2021

المشاهدات : 33268

السؤال

قرأت الأشياء التالية على الإنترنت، قال الإمام جعفر الصادق : " أنّه قبل ظهور الإمام المهدي يموت ثلثا السكان، يموت ثُلُث بسبب المرض، وثُلُث آخر بسبب الحرب، يرجى التوضيح هل هي صحيحة أم لا ؟

ملخص الجواب

هذا الخبر من مرويات الشيعة؛ والمرويات التي انفردوا بها لا يلتفت إليها لتساهلهم في نقل المرويات وانتشار الكذب فيها، وخاصة فيما ينسبونه إلى جعفر الصادق فقد نسبوا إليه كذبا كثيرا.

الحمد لله.

خبر موت ثلثا سكان الأرض قبل ظهور المهدي

هذا الخبر من مرويات الشيعة؛ والمرويات التي انفردوا بها لا يلتفت إليها لتساهلهم في نقل المرويات وانتشار الكذب فيها، وخاصة فيما ينسبونه إلى جعفر الصادق فقد نسبوا إليه كذبا كثيرا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" قد كذب على جعفر الصادق رضي الله عنه ، ما لم يكذب على غيره، وكذلك كذب على علي رضي الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضي الله عنهم ، كما قد بين هذا وبسط في غير هذا الموضع " انتهى من "مجموع الفتاوى" (2 / 217).

ضعف إسناد هذا الخبر

وقد روى نعيم بن حماد في "الفتن" ( 959)، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ كَيْسَانَ الرُّوَاسِيِّ الْقَصَّارِ، وَكَانَ ثِقَةً قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:  " لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى يُقْتَلَ ثُلُثٌ، وَيَمُوتُ ثُلُثٌ، وَيَبْقَى ثُلُثٌ ".

لكن هذا الخبر إسناده ضعيف جدا.

ففيه كَيْسَانَ الرُّوَاسِيِّ الْقَصَّارِ.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" كيسان أبو عمرو القصار، عن يزيد بن بلال، ضعفه ابن معين " انتهى من "المغني" (2 / 534).

وقال ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قال عبد الله بن أحمد، عن يحيى بن معين: ضعيف الحديث.

وذكره بن حبان في "الثقات". قلت: ونقل العقيلي عن عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث.

وقال نعيم بن حماد في كتاب "الفتن" حدثنا يحيى بن يمان، حدثنا كيسان القصار وكان ثقة.

وقال الساجي: ضعيف.

وقال الدارقطني: ليس بالقوي " انتهى من "تهذيب التهذيب" (3 / 478).

ولخص حاله في "تقريب التهذيب" (ص 463) بأنه: "ضعيف".

وشيخه وهو مولاه يزيد بن بلال، ضعيف أيضا.

قال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" يزيد بن بلال بن الحارث الفزاري من أهل الكوفة، يروي عن علي بن أبي طالب، روى عنه كيسان أبو عمرو، منكر الحديث، يروي عن علي ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وإن اعتبر به معتبر، فيما وافق الثقات ، من غير أن يحتج به : لم أر به بأسا " انتهى من"المجروحين" (3 / 105).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" يزيد" بن بلال بن الحارث الفزاري، روى عن علي بن أبي طالب.

وعنه: مولاه كيسان أبو عمر القصار.

قال البخاري: فيه نظر.

قلت: وقال بن حبان: لا يحتج به.

قال الأزدي: منكر الحديث " انتهى من"تهذيب التهذيب" (4 / 406 – 407).

وقال الذهبي رحمه الله تعالى:

" يزيد بن بلال، عن علي، لم يصح حديثه " انتهى من "المغني" (2 / 748).

وشيخ نعيم بن حماد وهو يحيى بن يمان، فيه ضعف.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" يحيى بن يمان العجلي، الكوفي، صدوق عابد يخطئ كثيرا وقد تغيّر " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 598).

صح الخبر عن قلة العرب آخر الزمان

لكن صح خبر عن قلة العرب، وليس جميع الناس، عند خروج الدجال وليس عند ظهور المهدي.

فروى الإمام مسلم (2945) عن أُمّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:  لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ ، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هُمْ قَلِيلٌ  .

وجاء في رواية عند ابن ماجه (4077): " فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:  هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ  .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب