الحمد لله.
الحصول على إجازة حفظ للقرآن الكريم أمر طيب، ومن الخير، لكن لا بد لها من سلوك طريق الصواب، وما حصل منك مخالف للصواب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على تعلم القرآن كما في حديث عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ رواه البخاري (5027).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" دخل في معنى قوله: ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ) تعلم حروفه ومعانيه جميعا؛ بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعلم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان، كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما: ( تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان ) انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 / 403).
والصدق مما أمر الله تعالى به في القرآن، فلا بد لقارئه من الاتصاف بهذه الصفة الكريمة.
قال الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة/119.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ أي: اصدقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم، ومخرجا...
عن عبد الله، هو ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا ) أخرجاه في الصحيحين " انتهى من "تفسير ابن كثير" (4 / 234).
والنظر في المصحف ، خُفية عن المعلم ، أثناء التسميع غيبا، هو ضرب من الخيانة وعدم الصدق.
فما دامت الإجازة إجازة حفظ ، وليست قراءة ، فإن المعلمة ستكتب في الإجازة أنك قرأت عليها القرآن الكريم كاملا حفظا، وعلى هذا ، فهذه الإجازة لا تصح، لأن هذا لم يقع .
فعليك أن تعيدي السور التي قرأتيها مرة أخرى، حتى تكون الإجازة صحيحة .
نسأل الكريم أن يوفقنا وإياك إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه.
والله أعلم.
تعليق