الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

هل يشترط في الشرك اعتقاد شيء من صفات الربوبية في المعبود؟

357462

تاريخ النشر : 30-03-2023

المشاهدات : 8617

السؤال

هل عبادة غير الله شرك، حتي ولو لم يصاحبها أي اعتقاد من صفات الربوبية في المعبود، بل مجرد عبادة؟ ولماذا يستدلون علي ذلك بأن المشركين كانوا يعبدون الأصنام، مع إنهم لا يعتقدون أنها تخلق وترزق، لكني أعتقد أنهم كانوا يعبدونها لأنهم كانوا يعتقدون أنها تنفع وتضر، لذلك كانوا مشركين حتي الآية رقم ١٨ من سورة يونس قال الله تعالى فيها أنهم يعبدون مالا يضرهم ولا ينفعهم، وهناك قاعدة في العقيدة قرأتها ومعناها أن شرك الربوبية مدخل لشرك الألوهية، فهل هذا يعني أن شرك الألوهية لا يحصل بمجرده، بل يجب أن يسبقه شرك الربوبية ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

توحيد الألوهية: هو افراد الله تعالى بالعبادة.

قال الطبري رحمه الله تعالى:

" ( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) يقول: لا معبود بحق تجوز عبادته، وتصلح الألوهة له إلا الله الذي هذه الصفات صفته، ( فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )، يقول: فاعبدوا الإله الذي هذه الصفات صفاته أيها الناس مخلصين له الطاعة، مفردين له الألوهة، لا تشركوا في عبادته شيئا سواه، من وثن وصنم، ولا تجعلوا له ندا ولا عدلا " انتهى من"تفسير الطبري" (20 / 357).

وهذا الذي مضت عليه الأمة.

قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى:

" تفسير الإله بالمعبود.

الآيات القرآنية الدالة على ذلك كثيرة...

فأما أقوال أهل العلم، فقد سبق عن بعض علماء التوحيد أن حقيقة معنى الإله: المعبود بحق، وفسره بعضهم بالمستحق للعبادة...

وهذا المعنى هو المعروف عند المفسرين والمحدثين والفقهاء وأهل اللغة وغيرهم " انتهى من "آثار الشيخ عبد الرحمن المعلمي" (2 / 387).

وقد وردت نصوص الوحي آمرة باجتناب الشرك في العبادة مطلقا، سواء اعتقد العابد الربوبية في غير الله تعالى أو لم يعتقد.

كما في قول الله تعالى:( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110.

وكقوله تعالى:( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )الأنعام/162 - 163.

وبهذا جاء جميع الرسل عليهم السلام.

كقول الله تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) الأعراف/59.

قال الرازي رحمه الله تعالى:

" أجمع كل الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله تعالى كفر، سواء اعتقد في ذلك الغير كونه إلها للعالم، أو اعتقدوا فيه أن عبادته تقربهم إلى الله تعالى؛ لأن العبادة نهاية التعظيم، ونهاية التعظيم لا تليق إلا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام والإكرام " انتهى من"مفاتيح الغيب" (14 / 232).

وتقييد الشرك في الألوهية بأن يصاحبه اعتقاد شيء من الربوبية في المعبود من دون الله تعالى، وذلك بأن يعتقد فيه أنه يستقل بالضر والنفع، هو أمر لا دليل عليه، بل أدلة الشرع تنقضه.

كقوله تعالى:( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ، قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ، قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ، أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ، قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) الشعراء/69 – 74.

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى:

" (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ). وفي الكلام متروك استغني بدلالة ما ذكر عما ترك، وذلك جوابهم إبراهيم عن مسألته إياهم: (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ، أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) فكان جوابهم إياه: لا، ما يسمعوننا إذا دعوناهم، ولا ينفعوننا ولا يضرّون، يدل على أنهم بذلك أجابوه ؛ قولهم: (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ). وذلك أنّ "بَلْ" رجوع عن مجحود، كقول القائل: ما كان كذا بل كذا وكذا.

ومعنى قولهم: (وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ): وجدنا مَنْ قبلنا من آبائنا يعبدونها، ويعكفون عليها لخدمتها وعبادتها، فنحن نفعل ذلك اقتداء بهم، واتباعا لمنهاجهم " انتهى من"تفسير الطبري" (17 / 590 - 591).

وقال القرطبي رحمه الله تعالى:

" ( أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ) أي: هل تنفعكم هذه الأصنام وترزقكم، أو تملك لكم خيرا أو ضرا إن عصيتم؟!

وهذا استفهام لتقرير الحجة؛ فإذا لم ينفعوكم ولم يضروا، فما معنى عبادتكم لها؟! " انتهى من "تفسير القرطبي" (16 / 36 – 37).

وكقول الله تعالى:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31.

فالله تعالى قد حكم على اليهود والنصارى بالشرك، بسبب إنزالهم لعلمائهم وعبّادهم منزلة الله تعالى في الطاعة، رغم أنهم لم يعتقدوا فيهم نفعا ولا ضرا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" ... كان من أتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب، ويدعوها كما يدعو الله تعالي، ويصوم لها، وينسك لها، ويتقرب إليها، ثم يقول: إن هذا ليس بشرك: وإنما الشرك إذا اعتقدت أنها هي المدبرة لي، فإذا جعلتها سبباً وواسطة لم أكن مشركاً.

ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شرك " انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (1 / 227 – 228).

ثانيا:

كون بعض من حكم عليهم الوحي بالشرك كانوا يعتقدون في معبوداتهم النفع والضر، لا يدل على أنهم اعتقدوا فيها أنها مستقلة بالنفع والضر، ومشاركة لله تعالى في الملك، وليس فيه أيضا ما يدل على حصر الشرك في هذه الصورة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" والمقصود هنا: التنبيه على أن الشرك أنواع:

فنوع منه: يتخذونهم شفعاء، يطلبون منهم الشفاعة والدعاء؛ من الموتى والغائبين، ومن تماثيلهم.

ونوع: يتقربون بهم إلى الله.

ونوع: يحبونهم لا لشيء، بل كما قال الله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية: 23]؛ يهوى أحدهم شيئًا فيتخذه إلهًا، من غير أن يقصد منه نفعًا ولا ضرًّا، كما يحصل لأهل الغي هوى في أمور لا تنفعهم. والله سبحانه هو الذي يستحق أن يُحَبَّ لذاته، ويعبد لذاته، دون ما سواه، وهؤلاء جعلوا لله أندادًا، كما قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165] .

وهذه الأنواع الثلاثة: كانت في مشركي العرب وغيرهم ممن يقر بأن الله خالق السموات والأرض، وأنهما محدثتان، ليستا قديمتين. وأما شرك القائلين بقدم العالم فهو نوع آخر.." انتهى من "قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام وعبادات أهل الشرك" (135-136).

وما ذكره شيخ الإسلام من أحوال مشركي العرب، يدل عليه بوضوح ما ثبت من أحوالهم، وأقوالهم، وتواريخهم، وأشعارهم؛ فلا ريب من المشركين من لم يعتقد الربوبية في أوثانه أصلا.

وقد ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ، يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ " رواه مسلم (1185).

فكان هؤلاء يعتقدون أن معبوداتهم مملوكة لله تعالى لا تشاركه في الملك، لكن تشاركه في العبادة بزعمهم أنها تقربهم إليه تعالى.

قال الله تعالى:( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) يونس/18.

وقال الله تعالى منكرا عليهم:( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ، أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) الزمر/2–3.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" ثم أخبر تعالى عن عُبّاد الأصنام من المشركين أنهم يقولون: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) أي: إنما يحملهم على عبادتهم لهم: أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم، فعبدوا تلك الصور، تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة؛ ليشفعوا لهم عند الله، في نصرهم ورزقهم، وما ينوبهم من أمر الدنيا، فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين به.

قال قتادة، والسدي، ومالك عن زيد بن أسلم، وابن زيد: ( إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) أي: ليشفعوا لنا، ويقربونا عنده منزلة.

ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".

وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثه، وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بردها والنهي عنها، والدعوة إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 84 – 85).

قال الدكتور سلطان العميري عمن قيّد الشرك في العبادة بأن يكون العابد لغير الله تعالى يعتقد في معبوده شيئا من الربوبية مستدلا بحال بعض مشركي العرب:

" ما فيه من غلط يتبين بالأمور التالية:

الأمر الأول: أن البحث ليس في كون كفار العرب وغيرهم يعتقدون في أصنامهم أنها تضر ولا تنفع، فهذا أمر ثابت لا ريب فيه، ولكن البحث في كونهم يعتقدون أنها تضر وتنفع بذواتها استقلالا عن الله تعالى، أو تأثيرا في إرادته، فإثبات هذا القدر هو المعنى الذي ينفع لقولهم، وكل ما استدلوا به من الأدلة لا يدل عليه بحال...

بل تضمنت النصوص الشرعية دلالات متنوعة تثبت بأن العرب يقرون لله تعالى بالتفرد في الخلق والملك والرزق والتدبير كما سبق بيانه...

وأما النصوص التي فيها مجرد نسبة الضر والنفع إليها فلا تكفي في إثبات الدعوى؛ لأن ثمة معنى أخر مبرهن عليه: أنهم يعتقدون أنها تضر وتنفع بإقدار الله تعالى لها وهيمنته عليها، كما سبق ذكره...

الأمر الثاني: ... الشأن ليس في إثبات أن بعض المشركين من العرب أو غيرهم كان يعتقد أن آلهته تخلق من دون الله أو تدبر الكون من دونه تعالى أو معه، وإنما الشأن في إثبات أنهم مجمعون على هذا الاعتقاد، فإن لم يثبت الإجماع، بطل الاستدلال بحالهم على تقييد مفهوم العبادة باعتقاد الربوبية...

الأمر الثالث: على التسليم بأن جميع كفار العرب كانوا يعتقدون في أصنامهم أنها تضر وتنفع بذواتها استقلالا عن الله تعالى، فثبوت هذا القدر لا يكفي في تصحيح قولهم؛ لأنه لا يدل على حصر مناط الحكم بالشرك في العبادة في جهة واحدة، فلا بد أن يثبتوا أن الله تعالى لم يحكم عليهم بالشرك إلا لأجل اعتقادهم هذا، فإن لم يثبتوا ذلك، فقولهم باطل لا محالة...

الأمر الرابع: على التسليم بأن الله تعالى لم يحكم على كفار العرب إلا لأجل أنهم اعتقدوا في أصنامهم النفع والضر الذاتي، أو أنها تغالب الله، فإن هذا القدر لا يكفي في تصحيح ذلك القول؛ لأن البحث ليس في تحديد مناط الحكم على كفار العرب فقط، وإنما هو في تحديد المناط المؤثر في الحكم الشرعي في كل الصور والأحوال والأزمان، فلا بد أن يثبتوا بانه لا يوجد مناط آخر في حكم الشريعة موجب للشرك غير ما هو متحقق في حال كفار العرب... " انتهى من"تحقيق الإفادة بتحرير مفهوم العبادة" (149 – 154).

ثالثا:

التلازم بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية: لا يعني أن يكون كل مشرك في العبادة يعتقد الربوبية فيما يعبده، وإنما يعني أنّ كل عابد لغير الله تعالى، هو مخل بتوحيد الله تعالى في ربوبيته، سواء اعتقد في معبوده الربوبية أو لم يعتقد.

قال الله تعالى:( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر/67.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" يقول تعالى: وما قدر المشركون الله حق قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 113).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

" ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره؛ لأن من عظم الله تعالى حق تعظيمه، لا يمكن أن يشرك به أحدا " انتهى من "تفسير سورة الزمر" (ص 447).

وقال الدكتور سلطان العميري:

" فالانحراف في الربوبية معنى أوسع من مجرد أن يعتقد المرء في مخلوق أنه متصف بصفة من صفات الربوبية، استقلالا أو تأثيرا في قدرة الله، فالانحراف في الربوبية قد يكون بالانتقاص من عظمة الله تعالى، أو الانتقاص من كمال علمه ورحمته، أو القدح في كماله المطلق " انتهى من"تحقيق الإفادة" (ص 18).

ولمزيد الفائدة يستحسن مطالعة كتاب: "رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله"، للعلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي، رحمه الله، وكتاب: "تحقيق الإفادة بتحرير مفهوم العبادة" للدكتور سلطان بن عبد الرحمن العميري.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب