الجمعة 7 جمادى الأولى 1446 - 8 نوفمبر 2024
العربية

طريقة دراسة وتعلّم التفسير واللغة العربية

359416

تاريخ النشر : 30-11-2021

المشاهدات : 11154

السؤال

هل ينبغي على طالب العلم أن يحفظ تفسير السعدي كاملاً، أم يكتفي فقط بحفظ معنى الآية، وقراءة التفاصيل الأخرى؟ لا أعرف اللغة العربية، فقط أعرف قراءتها، في نفس الوقت، هل أبدأ أيضا في تعلّم العقيدة والفقه؟ وما هي أفضل طريقة لتعلّم اللغة العربية؟ في مكاني لا يوجد مثل هذا المكان لتعلّم اللغة العربية، وأنا أدرس حاليّا دورة أخرى.

الحمد لله.

أولا:

قراءة وتعلّم التفسير

العناية بتفسير آيات القرآن الكريم لا يلزم لها حفظ جميع التفسير؛ لأن هذا مرهق لطالب العلم في حفظه ومراجعته، كما أن شطرا من التفسير سيثبت في الذهن بكثرة مطالعة كتب التفسير ومعرفة العربية، لكن يحسن في التفسير حفظ نوعين من الكتب:

النوع الأول: الكتب المخصصة لمفردات القرآن.

ومن أسهلها لطالب العلم المبتدئ كتاب " السراج في بيان غريب القرآن" للدكتور: محمد بن عبد العزيز بن أحمد الخضيري.

النوع الثاني:

الكتب المخصصة للأحاديث النبوية المتعلقة بآيات القرآن الكريم ولأقوال الصحابة والتابعين والأئمة في التفسير، ومن الكتب النافعة للحفظ وسهلة التناول:

كتاب "الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور" للشيخ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين.

ثانيا:

تعلّم الفقه والعقيدة

ما يتعلق بالفقه والعقيدة، فعلى المسلم أن يبادر إلى تعلم الضروري منها، فيتعلم من أمور العقيدة ما يثبت به إيمانه ويعصمه من الوقوع في الشرك والكفر والبدع.

ويتعلم من الفقه ما يجب عليه من العبادات وما يتعلق بوظيفته حتى لا يقع في المعاملات المحرمة.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك.

والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله، من جملة الفرائض المفترضة عليه نحو الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له، ولا شبه له، ولا مثل له، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، خالق كل شيء وإليه يرجع كل شيء...

وأن الصلوات الخمس فريضة، ويلزمه من علمها علم ما لا تتم إلا به ، من طهارتها وسائر أحكامها، وأن صوم رمضان فرض، ويلزمه علم ما يفسد صومه، وما لا يتم إلا به، وإن كان ذا مال وقدرة على الحج ، لزمه فرضا أن يعرف ما تجب فيه الزكاة؟ ومتى تجب؟ وفي كم تجب؟ ... " انتهى من "جامع بيان العلم وفضله" (1 / 56 – 58).

وقال النووي رحمه الله تعالى:

" باب أقسام العلم الشرعي:

هي ثلاثة: الأول فرض العين، وهو تعلم المكلف ما لا يتأدى الواجب الذي تعين عليه فعله إلا به ، ككيفية الوضوء والصلاة ونحوهما . وعليه حمل جماعات الحديث المروي في مسند أبي يعلى الموصلي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) وهذا الحديث ، وإن لم يكن ثابتا ؛ فمعناه صحيح... " انتهى. "المجموع" (1 / 24).

وطالع للأهمية جواب سؤال (كيفية بداية المسلم لطلب العلم) وجواب سؤال : (كيف ومن أين تبدأ في تعليم مبادئ الإسلام ؟).

ثالثا:

أهمية اللغة العربية لطالب العلم

تعلم العربية مهم للمسلم، وأشد أهمية لطالب العلم الشرعي.

قال الشافعي رحمه الله تعالى:

" فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح، والتشهد، وغير ذلك.

وما ازداد من العلم باللسان، الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه: كان خيرا له " انتهى من "الرسالة" (ص 48 - 49).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" ومعلوم أن " تعلم العربية؛ وتعليم العربية " فرض على الكفاية؛ وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن.

فنحن مأمورون ، أمر إيجاب أو أمر استحباب : أن نحفظ القانون العربي؛ ونصلح الألسن المائلة عنه؛ فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (32 / 252).

وهناك مناهج متعددة لتعليم العربية لغير الناطقين بها وكثير منها نافع، كمنهج "العربية بين يديك".

 

لكن أنفع سبيل ووسيلة لتعلم العربية والتقدم في معرفتها هو أن تكون على يد مدرب؛ لأن هذا يسهّل العملية التعليمية، وينفع في الاستمرار وعدم الانقطاع، وإن لم يكن في مدينتك مدرسة أو مدرّب؛ فبحمد الله تعالى إذا بحثت في شبكة الانترنت باللغة الانجليزية التي تعرفها، فستجد بإذن الله تعالى كما كبيرا من الدورات التعليمية وتطبيقات الهواتف ما يفيدك، ومنها برنامج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لـ "تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها".

 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب