الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل يساعد قريبه على الحصول على عمل في بلاد الغرب؟

359777

تاريخ النشر : 08-06-2021

المشاهدات : 2645

السؤال

قريبي سيتخرج مهندسا  إن شاء الله بعد سنة، و هو الآن في تونس، وأنا حاليا أعمل في ألمانيا. يمكنني ان أساعده في إيجاد عمل في ألمانيا وبالتالي الإقامة في المانيا لسنوات. السؤال: هل يجوز لي مساعدته للخروج والإقامة في ألمانيا وهل أنا مسؤول عن الفتن التي يتعرض لها او المحرمات التي يمكن أن يقع فيها، أو أبناؤه الذين من الممكن أن يولدوا ويتربوا هنا، وهل هذا من السيئات الجارية؟ مع العلم أن تونس بلد سيء اقتصاديا ودينيا، وقريبي ليس فاسدا لكنه ليس ملتزما (يستمع الى الموسيقى و يخاطب البنات). أجيبوني بارك الله فيكم.

الحمد لله.

الإقامة في بلاد الغرب

الإقامة في بلاد الغرب لها خطر عظيم على دين المرء، وأهله وولده، ولا تقارن بالإقامة في بلاد المسلمين مهما ساء حالها، لا سيما مع القوانين التي تمنع الإنسان من القيام على أهله ومنعهم من الحرام لو أرادوا.

ما يشترط للإقامة في بلاد الغرب

ويشترط لهذه الإقامة أن يكون الإنسان ذا دين يمنعه من الشهوات، وذا علم يمنعه من الشبهات، مع قدرته على إظهار دينه.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

"الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقا، وبعضهم رجع مرتدا عن دينه، وكافرا به وبسائر الأديان والعياذ بالله، حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله، السابقين منهم واللاحقين، ولهذا كان ينبغي، بل يتعين، التحفظ من ذلك، ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك.

فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسين:

الأول: أمن المقيم على دينه، بحيث يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه، والحذر من الانحراف والزيغ، وأن يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم، مبتعدا عن موالاتهم ومحبتهم، فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان، قال الله تعالى:  لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ  الآية [المجادلة/22]. وقال تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ  المائدة/ 51، 52، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن من أحب قوما فهو منهم، وأن المرء مع من أحب).

ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم، لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب قوما فهو منهم).

الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه، بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة، ومن يقيم الجمعة، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين. فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ " انتهى من مجموع فتاوى ابن عثيمين (3/ 25).

وقد ذكرت أن قريبك ليس ملتزما، وأنه يخاطب البنات، فالخوف عليه في هذه البلاد أكثر.

ولهذا نرى ألا تعينه على السفر، كيلا تتحمل وزره إن هو ضل أو انحرف.

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (359256).

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب