الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

التعليق على كتاب: أبي حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء

372687

تاريخ النشر : 23-08-2022

المشاهدات : 2821

السؤال

أريد أن أسأل عن كتاب : أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء، وهل هو من الكتب المناسبة لطالب العلم المبتدئ، وهل هناك برامج منهجية مفيدة في طلب العلم؟

الجواب

الحمد لله.

كتاب "أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء" لكاتبه وهبي غاوجي، هو كتاب يسعى إلى بيان شخصية الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ومكانته الفقهية والعلمية والدينية، وبيان أصول مذهبه ومعتقده ورد الشبهات التي اتهم بها.

فأما مكانة أبي حنيفة العلمية والدينية وإمامته: فهذا مما لا يحتاج إلى بيان؛ لشهرتها وشهادة الأمة الإسلامية له بذلك.

لكننا مع ذلك: نرى أن مثل هذا الكتاب لا ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يبتدئ به ، لأمرين:

الأول: لأن كاتبه ممن ينصر العقيدة الأشعرية ويراها هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا يعني أن الكاتب ينظر إلى عقيدة أبي حنيفة من وجهة نظر اعتقاد الأشاعرة، رغم أن أبا حنيفة رحمه الله تعالى قد توفي قبل أن يولد أبو الحسن الأشعري، إمام الأشاعرة، بأكثر من قرن من الزمان. ثم إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله: كان موافقا للسلف الصالح في مجمل الاعتقاد، باستثناء أمور قليلة استدركها عليه أهل العلم.

طالع للفائدة جواب السؤال رقم:(158755).

الأمر الثاني:

اللائق بطالب العلم المبتدئ أن يكون همه ضبط أصول العلم ومسائله دون الالتفات إلى الشبهات والخلافات والردود.

وإذا أراد المنهج تعريف الطالب بالإئمة، فلتكن ترجمة ملائمة ، مناسبة للمرحلة، والملائم بذلك أن يترجم للأئمة الأربعة جميعهم، وأن تذكر فضائل جميعا.

فالحاصل؛ أنه لا ينبغي أن يفتتح المسلم طلبه للعلم بمثل هذه الكتب.

بل الذي ينبغي أن يعتني أولا بالتفقه فيما يجب عليه من اعتقاد وعمل.

فيتعلم أسس الإسلام والإيمان وصفة الطهارة والصلاة، وأحكام الصوم إذا حل شهر الصوم وكذا الحج إن أراد أن يحج ، وأحكام البيع والشراء إن كان الطالب تاجرا ، ونحو هذا.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك.

والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه، نحو الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له، ولا شبه له، ولا مثل له، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، خالق كل شيء وإليه يرجع كل شيء...

وأن الصلوات الخمس فريضة، ويلزمه من علمها علم ما لا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها، وأن صوم رمضان فرض، ويلزمه علم ما يفسد صومه، وما لا يتم إلا به، وإن كان ذا مال، وقدرة على الحج لزمه فرضا أن يعرف ما تجب فيه الزكاة، ومتى تجب وفي كم تجب ... " انتهى من "جامع بيان العلم وفضله" (1 /56-58).

فإن وجد الطالب سعة من الوقت أشغل نفسه بالتفقه في الكتاب والسنة، فهما العلم النافع.

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى:

" فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك، والاجتهاد عَلَى تمييز صحيحه من سقيمه أولا، ثم الاجتهاد على الوقوف عَلَى معانيه وتفهمه ثانيا، وفي ذلك كفاية لمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل " انتهى من"مجموع رسائل ابن رجب" (3/26).

فيليق بالطالب أن يلتحق بحلق تعلم القرآن، ثم يلتحق بمجالس العلم الشرعي التي تعتني باتباع الدليل من غير تعصب لأحد من أهل العلم.

وقد سبق في الموقع بيان كيفية الشروع في طلب العلم في جواب السؤال رقم:(230969).

ومن البرامج التي ينصح بها من يرغب في الشروع في طلب العلم، برامج : أكاديمية زاد، وكذلك برامج منصة زاد

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب