الحمد لله.
أولا:
القرآن كلام الله غير مخلوق
القرآن كلام الله تعالى، تكلم به، ولم يخلقه كما خلق المخلوقات، بل كلامه كعلمه ورحمته ووجهه ويده، وكل ذلك من صفاته، ولا يستعمل في حق الله: الجزء والبعض؛ لعدم وروده، ولأنه يوهم أن الله يمكن أن يتجزأ ويتبعض، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فلا يقال: إن الكلام أو اليد جزء منه، بل يقال: من صفاته أنه يتكلم، والكلام صفته، غير مخلوق، وصفاته جميعا غير مخلوقة.
وينظر: جواب السؤال رقم:(227441).
ثانيا:
عبادة ودعاء صفة الله وحدها شرك
الله تعالى هو الذات المتصفة بالصفات، والصفة وحدها لا تخلق ولا تعطي ولا تمنع، فلا يجوز عبادتها، ومن عبد الصفة وحدها فقد عبد غير الله وأشرك.
فلو قال إنسان: يا كلام الله ارحمني أو أعطني، فقد أشرك بالله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته : جائز مشروع ، كما جاءت به الأحاديث.
وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي، وارحمني، وأغثني، أو أعني ، أو يا علم الله ، أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله، ونحو ذلك ؟! أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك ، من صفات الله وصفات غيره ؟! أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة ، أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك " انتهى من "تلخيص الاستغاثة والرد على البكري" ص 181 .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما حكم أن يدعو الإنسان صفة من صفات الله سبحانه وتعالى مع بيان وجه ذلك الحكم ؟
الشيخ: هل الصفة تفعل؟
السائل: لا، لا تفعل.
الشيخ: إذا دعوت من لا يفعل؛ هل يجوز؟
السائل: لا يجوز.
الشيخ: لا يجوز ولهذا قال شيخ الإسلام : دعاء الصفة كفر بالاتفاق " هكذا قال في كتاب الاستغاثة ، ولأنك إذا دعوت الصفة جعلتها مستقلة ، تجلب إليك الخير وتدفع عنك الشر، وهذا يعني أنك جعلتها إلهاً مع الله " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (234/ 30).
فعبادة الصفة وحدها: كفر وشرك بالله تعالى.
فالمقامات ثلاثة:
1-أن يدعو الله تعالى المتصف بالصفات، وهذا هو التوحيد.
2-أن يدعو الصفة وحدها، وهذا شرك.
3-وثمة أمر ثالث: أن يسأل (الله) بصفته، وأن يتوسل إليه بصفته، كأن يقول: أسئلك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأعوذ بكلماتك، فهو يسأل الله ويتوسل إليه بصفة من صفاته، وهذا جائز كما في حديث الاستخارة وغيره.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(185053).
والحاصل: أنه لا يجوز عبادة القرآن، ولا عبادة يد الله تعالى، أو رحمته، أو غير ذلك من صفاته، وإنما يعبد الله المتصف بهذه الصفات، تبارك وتعالى وتقدس؛ فاعبد الله مخلصا له الدين، ودع عنك الخطرات، ووساوس الشياطين!!
والله أعلم.
تعليق