الحمد لله.
الله تعالى أعظم وأجل من أن يشبّه بجوجل، أو من أن نحتاج في بيان أنه يجيب السائلين أن نقارنه بجوجل.
ونخشى أن يكون هذا الصنيع من التشبيه المحرم لرب العالمين، والتمثيل له بخلقه، وحالهم؛ بل في هذا من التنقص لجناب الله ما لا يخفى على عاقل. وصدق الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ الزمر/67.
وما تريد عمله من ربط الناس بالله تعالى، وحثهم على الاعتماد عليك، يمكنك إيصاله بغير هذه الطريقة، فلو أنك وضعت صورة كتبت عليها (الله) بالعربية، وكتبت تحتها:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أو كتبت: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
أو كتبت: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ
لو فعلت ذلك لوصلت إلى مرادك دون الدخول في هذه المحاكاة التي لا نراها تليق بعظمة الله وجلاله.
وليعلم القارئ أن في القرآن موعظة وشفاء، وغنية وكفاية، فليكتف العاقل به، وليستغن بموعظته عن التكلفات، والبدع والمحدثات.
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَلَا عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينَ) [يوسف: 1] إِلَى قَوْلِهِ: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)يوسف/3 فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا)الزمر/23 الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ" قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ حِينَ* قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكِّرْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)الحديد/16".
رواه ابن حبان في "صحيحه" (6209)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه: "إسناده قوي".
وصححه الشيخ الألباني.
والله أعلم.
تعليق