الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

ما حكم الصلاة على النبي ﷺ بصيغة اللهم صلِ على الكوكب الدري..النور المحمدى صلاة نورانية روحانية

384967

تاريخ النشر : 31-01-2023

المشاهدات : 5540

السؤال

ما صحة الصيغة التالية في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اللهم صلِ على الكوكب الدرى، الروح الأقدس، النور المحمدى، وعلى جميع أحواله، صلاة نورانية، روحانية تمتد من عوالم الملكوت والجبروت إلى عالم الملك، عدد رشحات نور النبوة فى أصلاب الأشراف والأطهار، والآل، والصحب الأبرار، عدد ما قام من ملك، ونبى، وولى، وعابد لله من طاعة آناء الليل وأطراف النهار، صلاة تديم بها نور سيدنا محمد فينا، وتغيبنا بها عنا، وتفنينا فى محبته، وعلى آله سلم تسليما كثيرا".

الحمد لله.

أولًا :

صيغ ثابتة في الصلاة على النبي ﷺ

للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغ ثابتة في سنته عليه الصلاة والسلام ، ومنها:

‌1- عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله كيف ‌نصلي ‌عليك؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قولوا : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) رواه البخاري (3369).

2- ‌عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف ‌نصلي ‌عليك؟ قال: (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) رواه البخاري (6357)، ومسلم(406).

3- عن ‌أبي مسعود الأنصاري قال: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن ‌نصلي ‌عليك يا رسول الله فكيف ‌نصلي ‌عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم) رواه مسلم(405).

ثانيًا:

هل تصح الصلاة على النبي ﷺ بأي لفظ

لا حرج في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بأي لفظ أدى المراد؛ فلو قال: اللهم صل على محمد، أو قال: صلى الله على محمد، أو قال : الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، أو قال: صلى الله عليه وسلم ، ونحو ذلك فقد صلى عليه صلى الله عليه وسلم صلاة صحيحة مجزئة، والأمر في ذلك واسع.

وهذا كله: خارج الصلاة .

أما داخل الصَّلاة؛ فينبغي الاقتصار على المأثور الوارِد.

وأفضل صلاة عليه وأكملها: هي المعروفة بالصلاة الإبراهيمية التي تقال آخر التشهد، ولها عدة صيغ صحيحة.

وقد ذكرنا معنى الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض ما يتعلق بها في الجواب رقم: (209135)، (128455)، (69944).

ثالثًا:

من الحرمان أن يعرض المسلم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتبع منامات وأقوالًا غريبة.

قال السيوطي رحمه الله في الحرز المنيع: " قرأت في الطبقات للتاج السبكي، نقلا عن أبيه، ما نصه: أحسن ما يصلى به على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية التي في التشهد.

قال: ومن أتى بها، فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين، ومن جاء بلفظ غيرها، فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك؛ لأنهم قالوا : كيف نصلي عليك؟ فقال: "قولوا" ؛ فجعل الصلاة عليه منهم، هي قول ذا.

قال السيوطي : وقد كنت أيام شبيبتي إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم أقول: اللهم صل وبارك وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وسلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فقيل لي في منامي : أأنت أفصح أو أعلم بمعاني الكلم ، وجوامع فصل الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لو لم يكن معنى زائد لما فضّل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستغفرت من ذلك ورجعت إلى نص التفضيل في موضع الوجوب وفي موضع الاستحباب.

وقال: لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة، فطريق البر أن تأتي بذلك" انتهى، نقلا عن : السنن والمبتدعات لمحمد عبد السلام الشقيري ص 232، وكلام التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (1/185).

انظر الجواب رقم: (337641).

رابعًا:

حكم الصلاة على النبي ﷺ بالصيغة الواردة في السؤال

في العبارات التي ذكرها السائل كلام مستنكر، فمن ذلك قولهم:

1- وقوله: (صلاة نورانية روحانية تمتد من عوالم الملكوت والجبروت الى عالم الملك)، كلامٌ ركيك، وهو مبني على كلام الفلاسفة والباطنية بتقسيم العوالم إلى خمسة، وهو تقسيم باطل.

قال ابن تيمية : "ومنهم من يُفَرِّق بين عالم الملك والملكوت والجبروت، فيجعل هذا عالم العقول، وهذا عالم النفوس. وهذا يوجد في كلام أبي حامد وأمثاله، وهو مبنيٌّ على قول الفلاسفة الدهرية الذين يجعلون الملائكة خارجة عن ملك الله، ويقولون: إنهم ليسوا أجسامًا يُشار إليها، ولا تصعد ولا تنزل، ولا توصف بحركة ولا سكون، ولا هي داخل الأفلاك ولا خارجها، ولا تُرَى ولا يُسْمع لها كلام. وليس هذا من دين أهل الملل، لا المسلمين ولا غيرهم، وقد بُسِط القولُ في فساد هذا بما ليس هذا موضعه.

وصاحبُ الحزب وأمثالُه من المتأخرين ينظرون في كتب الصوفية التي فيها ما هو مبنيٌّ على أصول الفلاسفة المخالفة لدين المسلمين، فيتلقَّون ذلك بالقبول، ولا يعرفون حقيقتَه، ولا ما فيه من الباطل المخالف لدين الإسلام".

انتهى من "الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق" (82).

وانظر: "مجموع الفتاوى" (11/232)، "بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية" (ص218).

2- وقوله : (صلاة تديم بها نور سيدنا محمد فينا وتغيبنا بها عنا وتفنينا فى محبته وعلى اله سلم تسليما كثيرا) ، وهذه عبارات موهمة لكثير من المعاني الباطلة ، ولم يطلب الشرع من الناس أن تغيب عقولهم ، ولا طلب منهم الفناء في المحبة ، وإنما طلب منهم المحبة مع إظهار دليلها من الاتباع ، ولا صلاة من صلى على النبي هي التي تديم نوره وشرعته ، إن كان المراد بكلامهم نور شرعه؛ وإلا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد دفن في قبره الشريف ، وهو فيه إلى أن يبعثه الله ، يوم يقوم الناس لرب العالمين.

وهذه العبارة مأخوذة من كتاب: "دلائل الخيرات"، وقد سبق التحذير منه في جواب السؤال رقم : (22752).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب