الحمد لله.
أولا :
الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال كل ذكر منها في موضعه ، ويكون هو الأفضل في هذا الموضع .
فبعد الصلاة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رواه مسلم (1362) .
فالاستغفار بهذه الصيغة أفضل من "سيد الاستغفار" في هذا الموضع .
والذكر بـ: "سيد الاستغفار" ، صباحا ومساء ، (أي: ضمن أذكار الصباح والمساء) : أفضل من قول : "أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ" ، لأن هذا هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري (6306) عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم : سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى ، اغْفِرْ لِى ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ) . قَالَ : (وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
وأما الاستغفار المطلق (أي : الذي لم يقيد بوقت أو سبب معين)؛ فالذي يظهر أن كثرة الاستغفار بالصيغ المختصرة ، أفضل من الإتيان بعدد أقل بصيغة سيد الاستغفار.
ويدل على ذلك فعله صلى الله عليه وسلم. كما روى أبو داود (1516)، والترمذي (3434)، وابن ماجه (3814) عن ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وصححه الألباني.
وروى أبو داود (1517)، والترمذي (3926) عن زَيْدٍ القرشي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ: غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
فهذا ترغيب في الإتيان بالعدد الكثير بالصيغة المختصرة.
والله أعلم.
تعليق