الحمد لله.
أولاً :
ذكرت من سؤالك أنك محافظة على الصلوات الخمس كما أنك تخافين الله عز وجل كثيراً ، فنرجو أن تكوني على خير ، ونسأل الله عز وجل أن يثبتك على الإيمان والعمل الصالح وأن يبعد عنك الشر والفساد .
ثانياً :
إن الشرع المطهر قد سد جميع الطرق المفضية إلى الوقوع في الفواحش ، قال تعالى : ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) فعبر بالقرب منها المفضي إلى الوقوع فيها ، كما حذرنا الشرع من اختلاط الرجال بالنساء ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والدخول على النساء ، فقالوا : يا رسول الله أرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ) متفق عليه .
والحمو هم أقارب الزوج من الأخ وابن عمه وابن خاله وغيرهم .
كما حذرنا من الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما خلا رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان ) أخرجه أحمد ، والترمذي ، والحاكم ، وقال الألباني : صحيح ( صحيح الجامع برقم 2546 ) .
كل هذا من أجل حماية الأعراض من الوقوع في الفاحشة وسد كل الطرق المفضية إلى جريمة الزنا .
ثالثاً :
إن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يتم العقد ، فخروجك مع هذا الرجل الأجنبي ومقابلتك له واجتماعك به وما يتبع ذلك من الأمور التي ذكرتها كل ذلك من المحرمات ، فاتقي الله وامتنعي عن مقابلته حتى يتم العقد الشرعي وصارحيه بذلك .
انظري السؤال رقم ( 2572 ) و ( 23432 ) .
رابعاً :
هذا الشخص لو رأى منك الحزم والشدة والاستقامة والصلاح فإنه سيزداد تمسكه بك لأنه رأى منك شخصية قوية لا تستسلمي لعواطفك ، ومن هذا الذي لا يحب أن تكون زوجته قوية الشخصية حريصة على عرضها ، وبالتالي فإن هذا سينعكس في حياته ويغير مسيرة حياته إلى استقامة وصلاح كان سببه أنت .
خامساً :
ثقي بالله عز وجل وأكثري من الدعاء ، لاسيما في أوقات الإجابة ، وتحلي بالصبر وتذكري ما أعد الله عز وجل للصابرين ، قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
سادساً :
نذكرك بقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ... ) الآية . والشيطان يتدرج في دعوته إلى الباطل فقبل أن يوقع المسلم في الزنا يجره إليه عبر الخلوة بالمرأة ، ومحادثتها ومن ثم تقبيلها ثم يكون اللقاء المحرم ، والكبيرة المنكرة الزنا والعياذ بالله .
وكما قال القائل : نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء .
سابعاً :
ينبغي لك أن تبعدي الثقة العمياء بكل أحد ، فكم من امرأة وكم من فتاة قالت خطيبي شريف وهو غير ما يتوقعه الناس ، فوقعت فريسة نتيجة سذاجتها ، فلا ينبغي في مثل هذا حسن الظن ، بل احرصي غاية الحرص واحذري غاية الحذر ..
ثامناً :
ينبغي لك أن تتريثي في هذا الزوج وتتحرين عنه كثيراً لأنه سيكون شريك الحياة ، فهل يصلح أن يكون هذا شريكاً لحياتك رغم محاولته وبقائه على المحرم .
تاسعاً :
ابحثي عن العوائق والمشكلات التي قد تعرقل الزواج باللتي هي أحسن مع والدك ، فإن لم يمكن مخاطبته مباشرة فبإمكانك أن تدخلي من يؤثر عليه سواء والدتك أو إخوانك أو أي شخص له عند والدك مكانة ووجاهة ، فيحثه على المبادرة والإسراع في إجراء عقد النكاح ، ويبين له خطورة بقاء المرأة من غير زوج ، لاسيما مع تقدم السن ، فقد لا تكرر الفرصة ويذكره ويخوفه بسوء العاقبة إن هو أهمل أو فرط .
وبعض الأولياء – هداهم الله – يجعلون المشكلات العائلية حتى اليسيرة منها عائقة لمثل هذه الأمور التي يكتوي بنارها آخرون دون مبالاة ولا شعور بالمسؤولية .
وأخيراً :
نسأل الله أن يوفقك لكل ما فيه خير ، كما نسأله جل وعلا أن يصلح خطيبك هذا أو ييسر لك من ترضين دينه وخلقه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تعليق