الحمد لله.
لم يثبت فضل خاص لتلاوة سورة الأعراف.
وأشهر ما ورد في هذا ما رواه الثعلبي في "التفسير" (12/ 291—293): عن سلاّم بن سليم المدائني، قال: حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أُمامة، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: ( من قرأ سورة الأعراف، جعل الله بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة ).
وهذا حديث قد نص جمع من الأئمة على أنه موضوع.
ومن ذلك قول الشوكاني رحمه الله تعالى: " ولا خلاف بين الحفاظ بأن حديث أبي بن كعب هذا موضوع، وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم: كالثعلبي والواحدي والزمخرشي. ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن " انتهى من "الفوائد المجموعة" (ص 296).
وأما الخبر المنسوب إلى جعفر الصادق: ( من قرأ سورة الأعراف في كل شهر ,,, ).
فهذا الخبر مع كونه منسوبا إلى كلام جعفر الصادق، وليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أخبار الشيعة التي لا يلتفت إليها لخلوها من شروط الصحة.
ولذا قال الفيروزآبادي رحمه الله تعالى:
" فضل السّورة
لم يُرْو سوى هذه الأخبار الضّعيفة: (مَن قرأَ سورة الأَعراف جعل الله بينه وبين إِبليس سِتْراً يحرس منه، ويكون ممّن يزوره فى الجنَّة آدمُ. وله بكلِّ يهودىّ ونصرانىّ درجةٌ فى الجنَّة ).
وعنه صلَّى الله عليه وسلم: ( يا علىّ مَنْ قرأَ سورة الأَعراف قام من قبره وعليه ثمانون حُلَّة، وبيده براءة من النار، وجواز على الصّراط، وله بكل آية قرأَها ثواب من برّ والديه، وحَسُن خُلُقه ).
وعن جعفر الصَّادق رضى الله عنه: ( مَنْ قرأَ سورة الأَعراف فى كل شهر كان يوم القيامة من الآمنين، ومن قرأَها فى كل جمعة لا يحاسَب معه يوم القيامة، وإِنَّها تشهد لكلّ من قرأَها ) انتهى من "بصائر ذوي التمييز" (1/221).
وإنما يتناولها الفضل الوارد في السور السبع الطوال.
كمثل ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (40 / 501) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " (مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ، فَهُوَ حَبْرٌ).
وحسّنه محققو المسند.
والحبر: هو العالم.
والله أعلم.
تعليق