الحمد لله.
أولا:
بعد موت ميرزا غلام أحمد مؤسس القاديانية والذي كان يدعي النبوة ، انقسمت القاديانية بعده إلى فرقتين :
الأولى : الأحمدية القاديانية ، وعلى رأسها : بشير الدين محمد بن ميرزا غلام أحمد .
وهؤلاء يصرحون بأن غلام أحمد كان نبيا .
والفرقة الثانية :
الأحمدية اللاهورية ، وعلى رأسها محمد على ، أحد أكبر أعوان ميرزا غلام .
وقد اختلف الباحثون في حقيقة اعتقاد "محمد علي": هل كان يعتقد أن غلام أحمد نبي أو مجدد مصلح ؟
والذي اختاره جمع من الباحثين أنه كان يعتقد أنه كان نبيا ، ولكنه أظهر القول بأنه مجدد ليخدع المسلمين ، ويجذبهم إلى طائفته ، ويدفع عنه انتقاد علماء المسلمين في الهند وغيرها له ، وتكفيرهم إياه .
والقاديانيون الأحمديون يلقبونه بالمنافق ، لأنه أظهر خلاف ما يعتقد .
ومحمد علي له كلام صريح في أنه يعتقد أن غلام أحمد كان نبيا .
وينظر تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم: (144765).
وعلى هذا ؛ فقول إمام مسجدكم : إنه لا يعتقد بنبوة ميرزا أحمد وأنه يراه مجدد . هذا لا يكفي لإثبات تبرُّئِهِ من هذه الطائفة الخارجة عن الإسلام ، لأن مؤسس هذا الفرع القادياني (وهو محمد علي) كان يقول ذلك ، ويعتقد ما يخالفه ، وإنما يقول هذا لخداع جماهير المسلمين . وهذا هو منهج فرقته.
فالواجب على هذا الإمام – إن كان مسلما- أن يعلن تبرأه من أفكار واعتقادات القاديانيين المخالفة للإسلام كلها ، وهي كثيرة معروفة . وليس من نبوة غلام أحمد فقط .
فمنها : أنهم يصفون الله بصفات البشر ، كالصلاة والصوم والنوم والجماع ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ومنها : أنه النبوة لم تختتم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أن رفاق غلام أحمد كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أن قاديان أفضل من مكة والمدينة ، وأرضها حرم ، ويحجون إليها .
ومنها : أنهم يبيحون المحرمات التي أجمع المسلمين على تحريمها كالخمر والمخدرات والأفيون.
"ومحمد علي" مؤسس الفرع اللاهوري له ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية حشاها بخرافات وتحريفات القاديانية للقرآن ، فليتبرأ منها هذا الإمام .
فإذا تبرأ من كل ذلك –وكان صادقا- فهو في الحقيقة ليس قاديانيا .
أما أن يكون قاديانيا ومسلما في الوقت ذاته : فهذا غير ممكن .
ثم إن ميرزا غلام أحمد نفسه قد ادعى النبوة ، فكيف يقول هؤلاء عنه : إنه كان مجددا . وهو في الحقيقة كان كذابا دجالا .
فكيف يوصف من يدعي النبوة بأنه مجدد ؟
وهذا المؤسس غلام أحمد : قد ناظره الشيخ أبو الوفاء ثناء الله ، أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند ، وأفحمه وبيَّن كفره وانحراف فرقته ، وباهله على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق ، فلم تمر إلا أيام قليلة حتى هلك غلام أحمد .
وفي باكستان ناقش البرلمان المركزي زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد ، ورد عليه مفتي باكستان وقتها الشيخ محمود رحمه الله ، واستمرت المناقشة نحو ثلاثين ساعة ، وانتهت بالحكم على هذه الطائفة بالكفر ، واعتبارها أقلية غير مسلمة .
ينظر : "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" (1/419- 423) .
والحاصل :
أن على هذا الإمام أن يتبرأ من كل اعتقادات وأفكار القاديانية ، ثم ينظر في حاله وصدقه واستقامته ؛ حتى نثق بإسلامه ، وإلا ... فمجرد انتسابه لهذه الطائفة يشكك في إسلامه ، ومدحه لمؤسسها واعتباره مجددا : يدل على أنه على نحلتهم الكفرية.
ثانيا :
بناء على ما سبق : لا نرى لكم أن تصلوا في هذا المسجد ، لأنه إن حصل وتقدم ذلك الإمام للصلاة فإن الصلاة تكون باطلة .
ولئلا يغتر الناس بصلاة المسلمين فيه، فيصلوا خلف إمام من هذه الفرقة الضالة. وربما استمالوه إلى طائفتهم، فأضلوه، وأهلكوه، والعياذ بالله.
فابحثوا عن مسجد آخر تصلون فيه .
ولستم في هذه الحالة ممن سعى في خراب المسجد ، وإنما من سعى في خرابه في الحقيقة هو من يعتقد اعتقادات تخالف الإسلام ، ولكنكم تسعون لعبادة الله عبادة صحيحة ، وليس معنى تعمير المسجد أن المسلم يصلي وراء كافر .
والله أعلم .
تعليق