الحمد لله.
حكم الاعتكاف ومشروعيته
الاعتكاف مشروع، وهو قربة إلى الله جل وعلا. فإذا ثبت هذا، فقد جاءت أحاديث كثيرة ترغب في التقرب إلى الله تعالى بنوافل العبادات، وهذه الأحاديث بعمومها تشمل كل عبادة ومنها الاعتكاف.
فمن هذه الأحاديث: قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ. رواه البخاري (6502).
هل وردت أحاديث صحيحة في ثواب الاعتكاف؟
وردت أحاديث في فضل الاعتكاف وبيان ثوابه إلا أنها كلها ضعيفة أو موضوعة.
قال أبو داود: قلت لأحمد (يعني الإمام أحمد بن حنبل): تعرف في فضل الاعتكاف شيئا؟ قال: لا، إلا شيئا ضعيفا اهـ. مسائل أبي داود (ص96(.
ومن هذه الأحاديث:
- روى ابن ماجه (1781) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُعْتَكِفِ: هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ، وَيُجْرَى لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا. ضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه.
(يَعْكِفُ الذُّنُوب) أي: يَمْنَع الذُّنُوب. قاله السندي.
- روى الطبراني والحاكم والبيهقي وضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين. ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5345). والخافقان المشرق والمغرب.
- روى الديلمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5442).
- روى البيهقي وضعفه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين. ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة" ". (518) وقال: موضوع.
والله أعلم.
تعليق