الحمد لله.
من أخطأ في تلاوة القرآن الكريم، فإنه يتوقف ليعيد التلاوة على الوجه الصواب.
ومن أحكام التلاوة: أنه ينبغي للقارئ إذا توقف أن يبتدئ ابتداء حسنا، وذلك بأن يبدأ بكلام يعطي معنى تاما.
فإن ابتدأ من مكان مرتبط بما قبله لفظا ومعنى، بحيث كانت البداية منه تخل بالمعنى: كان ابتداء قبيحا، لإخلاله بالوفاء بحق المعنى المراد من الآية، أو إيهامه معنى باطلا.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
" لمّا لم يمكن للقارئ أن يقرأ السّورة، أو القصّة في نَفَس واحد، ولم يَجْر التّنفّس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتّنفّس في أثناء الكلمة، وجب حينئذ اختيار وقف للتّنفّس والاستراحة، وتعيّن ارتضاء ابتداء بعد التّنفّس والاستراحة، وتحتّم أن لا يكون ذلك ممّا يخلّ بالمعنى ولا يخلّ بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز، ويحصل القصد، ولذلك حضّ الأئمّة على تعلّمه ومعرِفته...
وصحّ، بل تواتر عندنا تعلّمه، والاعتناء به من السّلف الصّالح … " انتهى من "النشر في القراءات العشر" (1/224).
وقد اعتنى أهل العلم القائمون على خدمة المصاحف بهذا الجانب، فوضعوا علامات تساعد القارئ غير المتخصص على معرفة أماكن الوقوف والابتداء.
ويستثنى مما سبق الكلمة التي هي رأس الآية فيشرع الابتداء بها مطلقا في وسط التلاوة.
فالحاصل:
أن القارئ إذا أخطأ في تلاوته سواء في الصلاة أو خارجها، ينظر:
إن كانت الكلمة التي وقع فيها الخطأ هي رأس الآية، أو كلمة في وسط الآية يحسن الابتداء بها من غير إخلال بالمعنى، شرع للقارئ أن يعيد الكلمة التي وقع فيها الخطأ فقط ، ثم يستمر في تلاوته.
وأما إن كانت الكلمة التي وقع فيها الخطأ لا يحسن الابتداء بها، فإن عليه أن يرجع إلى موضع يحسن الابتداء منه قبل هذه الكلمة، أو يعود إلى بداية الآية إن كانت ليست بالطويلة.
والله أعلم.
تعليق