الحمد لله.
أولا:
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الطاعات والقربات، وتتأكد في مواضع منها يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ لما روى أحمد (16162)، وأبو داود (1531)، والنسائي (1734)، وابن ماجه (1085) عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ)، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ، وَقَدْ أَرَمْتَ؟ - قَالَ: يَقُولُونَ: بَلِيتَ - قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ) وصححه الألباني، وشعيب الأرنؤوط.
وروى البيهقي في السنن من حديث أنس مرفوعا: (أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا) وحسن الألباني في "صحيح الجامع" برقم (545)، وفي الصحيحة (1407).
ثانيا:
لا حرج في عمل تطبيق يذكر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، ولا حرج في كون الإنسان يحدد عددا ينوي أن يأتي به من هذه الصلاة المباركة، بشرط ألا يعتقد لهذا العدد فضلا أو خصوصية، وإنما يريد تشجيع نفسه، فيعزم على أن يصلي عليه ألف صلاة مثلا، أو ألفين، أو أكثر أو أقل.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (88102).
ثالثا:
لا حرج في إظهار التطبيق عدد من صلى من الناس، وعدد صلواتهم إجمالا، ونسبة ذلك؛ أي المقارنة بين المشاركين – غير المعينين - وصلواتهم أو نحو ذلك؛ لعدم المحذور الشرعي، ولما فيه من الترغيب ورفع الهمم في الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم.
ومن المحاذير هنا: أن يعلم الناس أن فلانا - بعينه - صلى كذا وكذا من الصلوات، فهذا مدعاة للعُجب، أو للرياء وإحباط العمل.
وأما بالصورة المذكورة فلا نرى مانعا.
على أنه ينبغي على من يستعمل هذا التطبيق: أن يستعمله مرة، ويدعه مرة أخرى، أو مرات، لئلا يكون لـ"الحافز" النفسي، الذي يوفره ظهور تسجيله لرقم الصلوات التي صلاها، أو إتمامه للإنجاز الذي استهدفه على التطبيق، أثر في عمله، أو يحدث له ارتباط شرطي داخلي بذلك، بحيث يكون ذكره وصلاته، مُراعىً فيه وضعية هذا التطبيق، ولو من غير شعوره بذلك، أو انتباهه له. وهذا أثر سلبي خطير لاستخدام هذه التقنيات، وأمثالها.
ومتى دربت نفسه على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل ذلك وظيفة من الذكر، لا ينساها، غالبا، فليأت بذلك من نفسه، لنفسه؛ وليدع ذلك التطبيق جانبا.
والله أعلم.
تعليق