الحمد لله.
هذا الذكر، ورد في "الخلعيات" (524)، ومن طريقه رواه الحافظ ابن حجر في "نتائج الافكار" (2 / 412 — 413): عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنا هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قال: صلَّيتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، فَسَمِعْتُهُ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ فَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَكَ، وَارْزُقْنِي شُكْرَكَ، اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وبنعمتك أَصْبَحْتُ. وَأَمْسَيْتُ ).
وهذا إسناد ضعيف جدا، فمداره على حبيب بن أبي حبيب، وهو متهم.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" حبيب بن أبي حبيب زريق المدني: كاتب مالك، قال أحمد: كان يكذب. وقال أبو داود: كان يضع الحديث " انتهى. "المغني في "الضعفاء" (1 / 146).
وقال الحافظ ابن حجر عقب روايته للحديث:
"هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، بهذا اللفظ، ورواته موثقون إلا حبيب بن أبي حبيب، فإنه متروك، ورماه بعضهم بالكذب، وهو المعروف بكاتب مالك " انتهى. "نتائج الافكار" (2 / 413).
وشيخ حبيب، وهو هشام بن سعد، قد ضعّف.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" هشام بن سعد مولى بني مخزوم: صدوق مشهور، ضعّفه النسائي وغيره.
وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وقال أحمد: ليس هو محكمَ الحديث. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بذاك القوي. قال الحاكم: روى له مسلم في الشواهد " انتهى "المغني في الضعفاء" (2 / 710).
وقد ورد عن زيد بن أسلم: أنه كان من دعاء سليمان عليه السلام، فروى أبو المعالي ابن المرجّى في "فضائل بيت المقدس" (ص 28 – 29)، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الحضْرَمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهيمَ بْنِ فَرَجٍ، قَالَ: حَدَّثَنا إِبْرَاهيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّرْسُوسِي، قَالَ: حَدَّثَنا عِمْرَانُ ابنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: حَدَّثَنا عَطافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: ( أَن مِفْتَاحَ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ كَانَ يَكُونُ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليه السلام لَا يَأَمَنُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَقَامَ ذَاتَ يَوْمِ لِيَفْتَحَهُ فَتَعَسَّرَ عَلَيْهِ، فَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِالْإِنْسِ فَعَسُرَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ اسْتَعَانَ بِالجنِّ فَعَسُرَ عَلَيْهِمْ، فَجَلَسَ كَئِيبًا حَزِينًا، يَظُنُّ أَنَّ رَبَّهُ قَدْ مَنَعَهُ بَيْتَهُ، فَهُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ يَتَكِئُ عَلَى عَصَا لَهُ، وَقَدْ طَعَنَ فِي السِّنِّ، وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ دَاوُدَ عليه السلام، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَاكَ حَزِينًا، فَقَالَ: قُمْتُ إِلَى هَذَا الْبَابِ لِأَفْتَحَهُ فَعَسُر عَلَيَّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِالإنْسِ فَلَمْ يَنْفَتحْ، ثُمَّ اسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِالجنِّ فَلَمْ يَنْفَتحْ، فَقَالَ الشَّيْخُ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ كَانَ أَبُوكَ دَاودُ يَقُولُهُنَّ عِنْدَ كُرْبَتِهِ فَيَكْشفُ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبكَ أَصْبَحْتُ. وَأَمْسَيْتُ، ذُنُوبِي بَينَ يَدِيكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، فَلَمَّا قَالَهَا انْفَتَحَ لَهُ الْبَابُ ).
وهذا الإسناد لا يعلم حال جملة من رواته، منهم صاحب الكتاب نفسه، وبعضهم لم نعرف أعيانهم، ثمّ هو خبر منقطع الإسناد من قول زيد بن أسلم، إن صح الإسناد إليه، فإنه لا يُدرى عمّن أخذه، وإنه كان يروي عن عطاء بن يسار، وعطاء كان يروي عن كعب الأحبار، فالظاهر أنه من أخبار أهل الكتاب، التي لا يؤخذ منها حكم.
والله أعلم.
تعليق