الحمد لله.
يجب قراءة القرآن الكريم بحروفه التي أنزله الله بها ، قراءةً عربية صحيحة ، كما قال سبحانه : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشعراء/192-195 . وقال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) يوسف/2 .
ولا يجوز لأحد أن يتعمد تبديل حرف منه بحرف ، مع قدرته على النطق بالحرف الصحيح ، وهذا من اللحن الجلي الذي يأثم صاحبه .
ومن وجد صعوبة في النطق بالحرف الصحيح - كأهل البلاد الذين لا توجد في لغتهم بعض الحروف العربية كالثاء والذال والخاء - فهؤلاء يلزمهم تعلم النطق الصحيح ، فإن عجزوا عنه فهم معذورون ، لكن لا يُقتدى بهم في ذلك ، وينبغي دعوتهم إلى بذل الجهد في التعلم والتصحيح ، كما لا ينبغي تقديم أحدهم للإمامة ، إلا أن يؤم أمثاله ممن لا يحسن النطق .
قال ابن الجزري رحمه الله : " فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربي الفصيح ، وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح ، استغناءً بنفسه ، واستبداداً برأيه وحدْسه واتكالاً على ما ألِفَ من حفظه ، واستكباراً عن الرجوع إلى عالمٍ يوقفه على صحيح لفظه ، فإنه مقصر بلا شك ، وآثم بلا ريب ، وغاش بلا مرية ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
أما من كان لا يطاوعه لسانه ، أو لا يجد من يهديه إلى الصواب بيانه ، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها " انتهى من "النشر في القراءات العشر" (1/299) .
وينبغي أن يُعلم أن الله تعالى قد يسر حفظ القرآن وتلاوته ، كما قال : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر ٍ) القمر/17 .
ولهذا نرى كثيراً من إخواننا في البلاد المشار إليها يجيدون النطق بالحروف إجادة لا تقل عن إجادة إخوانهم من أهل العربية ، فينبغي الاجتهاد في تعلم النطق الصحيح وتجويد القرآن وعدم اليأس من ذلك .
والله الموفق .
تعليق